ينهضون قبل أن تصحو الشمس، يرتدون بدلهم البرتقالية وفوقها (صديري) أخضر فسفوري، ويبدؤون العمل. يجمعون القمامة المبعثرة على طول كورنيش البحيرة في الشارقة، ثم يغسلون المنطقة بالمياه الساخنة المضغوطة والممزوجة بمواد التنظيف والتعقيم والتعطير، ومن ثم تنظف مياه البحيرة بوساطة قوارب تمشط المساحة كاملة.
ويستخرج العاملون كميات الفضلات، يستمر ذلك حتى شروق الشمس. حين ينجز موظفو «بيئة» مهمتهم يختفون بهدوء وقد أصبحت المنطقة نظيفة براقة عطرية نقية للناس. ذلك يحدث يومياً قبل أن تنهض تلك السيدة، وتصطحب أولادها الصغار إلى الكورنيش، فتلقي غياراتهم المتسخة بقرب الحاوية أو في البحر، ويلهو طفلها الآخر بإلقاء علب المياه والمرطبات الفارغة في البحر.
وتقبل امرأتان متأنقتان للتريض تلتفتان يساراً باتجاه الحاويات، لكنهما تتجنبانها وتلقيان بالمحارم الورقية المستخدمة في البحر، ويمر رجل مهرول بغية أشعة الصباح وحرق سعرات السكر، فيتجاهل الحاويات المتوزعة على كامل الكورنيش ويلقي بعقب سيجارته على الأرض أو في البحر.
وفي المساء حين يتزايد المرتادون تتكاثف دراجات الأولاد الهوائية، ويتجمع هواة كرة القدم للعب، ويجتمع الهاربون من الشقق في الهواء الطلق يمدون الأبسطة وينشرون الطعام والمكسرات والمشروبات. وما إن يحين موعد نومهم عند منتصف الليل يلملمون أنفسهم مغادرين تاركين الكورنيش غارقاً في فوضى الفضلات،.
فأكياس القمامة مركونة إلى جانب الحاويات عرضة لعبث القطط، والبحر تحول إلى مزبلة مثقلة بالمخلفات، إلا ملامح مجهود عمال النظافة الصباحي الذين سيأتون قبل الشروق كعادتهم ليعيدوا للكورنيش نظافته ونظامه، فيتكرر سلوك الناس السلبي مع هذا المرفق الحيوي البديع. أقترح أن يخول عدد من مرتادي الكورنيش بضبط المخالفين، حسب صلاحيات محددة، خاضعة لمبدأ العقاب والثواب.