كلما التقيت أحد الإخوة والأخوات العرب، وحتى من الأجانب أيضا، إلا وبادروني "يا بختكم أنتم في الإمارات"، وهم عند التلفظ بذلك يطلقون وجوههم بابتسامة مدهشة، فيها شيء من التمني كما فيها من العجب.
ولا يعلم المرء إن كان عليه اعتبار ذلك مباركة أو حسدا، ولكن في العادة والغالب هو إعجاب مبارك بالتأكيد. فما حققته الإمارات، وما وصلت إليه في فترة زمنية قياسية لافتة، هو لا شك مثار إعجاب لا يختلف فيه اثنان.
فالإمارات وبفضل الله ثم بجد القيادة العزيزة من رئيس الدولة ونائبه وإخوانهما أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، قد صنعت لها مجدا وسمعة طبقت الآفاق، وجعلتها قبلة ذات أولوية للقاصي والداني.. من كل المستويات والبيئات والثقافات، بل وجعلتها مفخرة للقاطن فيها والقادم إليها، ودلالات ذلك لا تعد ولا تحصى لكثرتها، فقد أصبحت الإمارات الحضن الآمن والملاذ الكريم.
والحقيقة أننا في مواقف عديدة، وخاصة في المطارات عند السفر؛ كثيرا ما تطرق أسماعنا إجابة صادحة تطرب قلوبنا قبل آذاننا.. "دبي"، حين يسأل الموظف في المطار المسافر عن وجهته قادما كان أم مغادرا، تجده يجيب بسرعة وسعادة بل وبثقة "دبي".
فقد أصبح هذا الاسم علامة فاخرة تصلك بعفوية وبقصدية عبر ثرثرات المتحدثين في كل مكان، حيث يحلو للكثيرين ذكرها في ساعات الالتقاء على فنجان قهوة أو كوب من الشاي في أحد أماكن الترويح؛ فيقفز بين الفينة والأخرى اسم "دبي"، مخترقا أصوات المتسوقين وضجيج الأجواء المشحونة بالضوضاء والصخب في أروقة المراكز العملاقة.
نعم، إنها دبي لؤلؤة الخليج ووجهة العالم المفضلة، إنها المدينة الملهمة، التي أبدعتها الإرادة البشرية، وابتكرت تفاصيلها الجميلة رؤية إنسانية عالية الاحتراف.
يتغنى الإنسان بوطنه، وببلده.. فهو مسقط رأسه، ومنبت أحلامه، وحقيبة آماله، وميدان جده واجتهاده وعمله وأدائه، وبدبي تغنى الكثيرون، لكونها صارت لهم وطنا، نفذوا فيها أحلامهم، وانشؤوا مشروعاتهم، وأسسوا لمستقبلهم.
ومؤخرا وصل إلى يدي - دفعة واحدة- ثلاثون مقالة لعدد من الإعلاميين العرب المخضرمين، ممن أمضوا في دولة الإمارات أكثر من ثلاثة عقود، وما أدهشني أنهم الثلاثون وبلا استثناء، ذكروا أنهم حين قدموا إلى الدولة جاؤوا في زيارة قصيرة لعمل سريع أو لرؤية بعض الأقارب لهم، لكن الإمارات أغرتهم، وجذبتهم بكثير من فضائلها فأغرموا بها؛ فاستقروا وطال بهم المقام.. وبلا استثناء، وأيضا بلا اتفاق، وجدت العنوان الذي تقاسمته أقلامهم في تلك المقالات هو "دبي الحلم".. حفظك الله أيها الوطن.