دندنة

«العيب فينا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيرون هم من تحدثوا عن كرة القدم، وما آلت إليه خلال الفترة الماضية وأحوالها ومزاجها ومشكلاتها، وأدلى الكثير منهم بدلوه، فمنهم أصحاب الفكر والرأي والخبرة، ومنهم من يطبق نظرية «الحشر مع الناس عيد».

على أية حال وحديثاً عن كرة القدم في الفترة الأخيرة، فقد توقف الكل فترة ليرتشف الجميع فنجاناً من فنون اللعبة ومهارات وتكتيكات المدربين في بطولة كأس العرب بالدوحة، والتي تزامنت مع التجربة النهائية والأخيرة قبل مباريات كأس العالم 2022 بقطر.

ومرت التجربة بشكل سلس وسهل فاز فيها من يستحق الفوز وخرج من خرج، ونبارك للشقيقة الجزائر فوزها بالكأس ولا عزاء لمنتخبنا، كما أن الحديث عن حال منتخبنا بحاجة ملحة لإقامة الكثير من الندوات والورش والمؤتمرات والنقاشات لحل معضلته ووضعه على الطريق الصحيح مرة أخرى.

العيب في كرة القدم عندنا ليس مقتصراً على الجهاز الفني ولا اللاعبين ولا عقود اللاعبين ولا الانتخابات ولا الاتحاد ولا الرابطة ولا الأندية ولا المطبلين ولا قضاة الملاعب ولا الجو ولا الملاعب ولا الأكاديميات ولا الموازنات المالية ولا الحر ولا البرد ولا المواصلات ولا مقر اتحاد الكرة ولا الإعلام ولا الفلاسفة ولا الحساد ولا الحقاد ولا «الدمبكجيه» ولا التفريغ ولا التفرغ ولا الاحتراف، ولكن العيب فينا وفي كل هذه الأمور مجتمعه، العيب يا سادة في الهجوم المتبادل حتى انقلبت بعض أنشطة الرياضة إلى معارك شخصية.

فالعيب يا سادة في توجهات بعضنا ورؤيتهم الذاتية قبل المصلحة العامة، والعيب كل العيب أن بعضنا يكره من يقدم ويتقدم، ويعادي من ينجح، ويظلم من يفوز، وفي الآخر نبكي على اللبن المسكوب.

أزمتنا الرياضية يا سادة بحاجة إلى تدخل جراحي لنزع أسباب المرض من جسدنا الرياضي المنهك بالصراعات، مع التأكيد على الدور الرقابي وبث روح التعاون، وتجنيب المصالح الشخصية، وخصوصاً رياضة كرة القدم المحببة والقريبة لقلوب شعوبنا، فالعبرة يا سادة ليست بالمكسب والخسارة، بل بالأداء والجهد والعرق ورؤية انعكاس المنظومة الإدارية والفنية على أدائنا في الملعب، فليس المطلوب «فقط» النتائج، ولكن أولاً الأداء القوى، وبعد ذلك فإن تحقيق النتائج سيصبح مسألة وقت.

وأخيراً طبتم وطاب يومكم.

Email