دندنة

«لاعب صبّاغ»

ت + ت - الحجم الطبيعي

في بدايات إشهار اتحاد ألعاب القوى في فبراير 1976م كان الشيخ محمد بن صقر القاسمي أول رئيس للاتحاد، وانتهت فترة رئاسته في فبراير 1978م.

وكان مقر الاتحاد في ديرة- في منطقة البراحة «منطقة برج نهار»، وفي فترة البدايات كان الاتحاد يبحث عن الجهاز الفني والتدريبي، وقد كُلف الأستاذ عبيد المجر بالبحث عن مدرب لتدريب المنتخبات، واستقر على المصري فوزي حبيب برسوم، والذي كانت تربطه علاقات وطيدة مع المنتخب، ومع بعض اللاعبين أبان معسكر الدورة المدرسية في الإسكندرية في صيف 1975م، بالفعل تم تعيين فوزي حبيب.

وحضر إلى مطار دبي، وقد تم تكليفي بحكم أنني كنت أقدم اللاعبين «كابتن الفريق»، ومعي عبدالله عبدالكريم لاعب الوثب الطويل آنذاك، بحكم أنه كان يملك سيارة، في مارس 1976م لإحضار المدرب فوزي حبيب من المطار، وأخذه إلى مقر سكنه، الذي أُعد في منطقة الشارقة، بجانب المستشفى الكويتي من قبل عبيد المجر نائب الرئيس، ووصل المدرب للمطار، وركبنا جميعاً السيارة، وذهبنا إلى مقر إقامته بالشارقة.

وبعد الوصول وبعد أن رأى وشاهد البيت، الذي أُعد له رفض أن يسكن البيت، بحجة أن الغرف لم تكن مصبوغة بالشكل الجيد أو المناسب، وبعد «الأخذ والعطاء» والكثير من التهدئة، وجبر الخاطر والإلحاح الشديد مني، ومن قبل الأخ عبدالله عبدالكريم، وبعد جهد كبير منا في إقناعه وافق على «مضض»، واشترط علينا أن نصبغ الغرف والصالة خلال اليومين المقبلين.

وبالفعل ذهبنا أنا والأخ عبدالله عبدالكريم إلى محل الصباغة، واشترينا المعدات الخاصة، وقمنا ببدء صبغ جدران البيت، والواقع كان منظرنا غير طبيعي، وكل من رآنا كان يشفق علينا كثيراً، وكانت ملابسنا توحي بأننا من أصحاب مهنة الصبغ، بل أقرب إلى محترفي الصبغ.

وعلى أية حال قمنا بأداء العمل بالشكل المطلوب منا، وبالفعل بعد الانتهاء من الصبغ سُر فوزي حبيب بعملنا وشكرنا، نعم هذه كانت بدايات ألعاب القوى التي لم تكن مفروشة بالورود، ولم تكن الزهور مرمية في كل حدب وصوب، ولكن بعزم الرجال بدأت الآلية، وبدأ العمل يأخذ طريقه.

سردت هذه القصة الطريفة، ليقف محبو ألعاب القوى على بدايات اللعبة والصعوبات الكثيرة، التي واجهها المؤسسون من الرعيل الأول، الذين وضعوا اللبنة الأولى بصبر وجهد وعمل، وأخيراً دعوني ومعكم نهمس في أذن المتغطرسين والفضوليين ونقول لهم: إن العمل والجهد، الذي قدم من الرعيل الأول جهد وعمل وأداء عظيم يستحق الإشارة إليه، والإشادة به فاذكروهم، واشكروهم.

Email