كارت أحمر

دمج الأندية والصالح العام

ت + ت - الحجم الطبيعي

مما لا شك فيه أن أي قرار حكومي يصدر في دولتنا الحبيبة على المستوى الاتحادي والمحلي تكون فيه سعادة الإنسان بغض النظر إن كان مواطناً أو مقيماً أو زائراً، هي الركيزة الأساسية والشغل الشاغل لقياداتنا الرشيدة وهو مربط الفرس حيث الأولوية دائماً وأبداً أن نكون ضمن النخبة والمراكز المتقدمة عالمياً.

والرياضة على وجه العموم وكرة القدم على وجه الخصوص جزء لا يتجزأ من هذا النسيج المترابط، الذي يغطي كل مناحي الحياة في مشاريع طموحة تدار بكل احترافية وتميز وإبداع، ولا يوجد مجال للرجوع للخلف بعد أن قطعنا كدولة كل هذه المسافة وبذلنا جهداً خرافياً غير مسبوق في جميع الخطط والمشاريع التنموية وغير التنموية.

ومن هذا المنطلق لا بد من الحديث بكل شفافية ووضوح عن قرار دمج الأندية، كون المصلحة العامة فوق الجميع، وشخصياً أتفهم مدى الحزن والأسى وخيبة الأمل التي لا يزال يشعر بمرارتها الكثيرون، وقد يمضي البعض بقية حياته غير مصدق أن تلك العملية لم تكن مجرد حلم وكابوس عابر، ومن جانب آخر أن التضحيات التي قدمت وتقدم كل يوم من أجل رفعة هذا الوطن، تجعل الحديث عن عملية الدمج أمراً مخجلاً والناس تضحي بحياتها وهناك أسر شهداء لم تجف دموعها بعد، ولذلك الحياة أكبر من مجرد لعبة وعشق وهواية.

وطبيعي أن يكون هناك دمج وفق الظروف والمعطيات، والتدخل كان حكيماً وفي وقته، وتصحيحاً ضرورياً للمسار، ولكن هل تم معاقبة المخطئ ومن ارتكب جريمة بحق جماهير عريضة ليس لها ذنب في ما حصل؟ ومن جانب آخر، إن وجود الأندية الثقافية الشبابية ضرورة تخدم الشباب، وتحقق آمالهم وطموحاتهم لتكون رافداً من روافد خدمة الشباب في النشاط الثقافي والاجتماعي؛ فالأندية الرياضية مؤسسات تربوية ولها دور ريادي كبير في بث الوعي الرياضي بين الجماهير الرياضية، حيث تعلمهم النظام والاحترام والانضباط وتعتبر منتدى يلتقي فيه الشباب للحوار والمناقشة وإبداء الرأي والمشورة والاستماع إلى رأي الآخرين، وهل هناك مشاريع بديلة لتغطية تلك الاحتياجات في تلك المناطق السكانية؟

والسؤال الذي يجب أن نطرحه هنا هو: أين كان دور الجهة المعنية بكرة القدم في المجالس الرياضية في حوكمة المنظومة ومنع الكارثة قبل أن تحدث؟ وهل يعقل أن تلاحظ كل مناطق الضعف والقصور وهدر الأموال وسوء الإدارة لسنوات طويلة دون أن يحرك ساكن؟! وماذا عن ضبط الجودة الرياضية والتحسين المستمر وتدارك الانحرافات وسد الثغرات قبل أن تتفاقم؟ ويبقى المخطئ الحقيقي وعدم التدخل قبل انهيار المنظومة لغزاً يحتاج لحل! وهل ستتكرر نفس الأخطاء في المستقبل إذا كان ليومنا هذا ليس للأندية خطط استراتيجية معلنة؟ والحديث هنا فقط عن جزئية رياضة كرة القدم لكون المجالس الرياضية لها نشاطات عديدة بارزة وصلت للعالمية وهي مؤسسات تعنى بالرياضة في المجتمع ككل!

Email