كارت أحمر

الأبيض لا يطرب وشمسه تغرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس غريباً أن يفوز المنتخب السعودي الشقيق على منتخبنا الوطني، والعكس صحيح، فهما فريقان يمثلان في الوقت الحاضر قمة الكرة الخليجية، بالرغم مما مرت به الكرة السعودية في السنوات السابقة، وعلى النقيض عاشت الإمارات أفضل سنواتها الكروية، بقيادة الجنرال مهدي علي، من حيث المستوى الفني والأداء المميز في العديد من البطولات والمباريات، وهو أمر يحسب لهذا الجيل من النجوم، والمدرب القدير مهدي علي، فهم أفرحونا كثيراً، وقدموا الكثير للكرة الإماراتية، ويستحقون دعمنا غير المحدود وغير المشروط بدون شك في الأوقات العصيبة.

ولكن المطالبة بعدم نصب المشنقة الكروية للمدرب مهدي علي، بعد أداء مخيب للآمال في تصفيات المونديال، والانتظار حتى يتعافى الجواد الإماراتي الأصيل من كبوته، هو كلام عاطفي، ليس له علاقة بجمع النقاط والتأهل لكأس العالم، فعلى أرضية الميدان، يكرم المرء أو يهان، ولو كان مدرب المنتخب أجنبياً، لطالب الجميع بإبعاد المدرب على الفور، واستبداله بآخر، كون الفريق ظهر عاجزاً لا حول ولا قوة له أمام المنتخب السعودي، وقبله الأسترالي، ولم تكن هناك حلول تكتيكية، وحضور لشخصية منتخب قوي، والمنتخب كان من الواضح يلعب بأسلوب لا تخسر وكفى.

فهل كان المنتخب عطفاً على أدائه وخطة اللعب، طامعاً في أكثر من التعادل؟، وأتحدى من يشرح لي معالم خطة اللعب تلك!، ونعم مهدي علي كفاءة تدريبية نفتخر بها في الإمارات، وتعكس مدى إجادة العناصر الوطنية وتميزها في مختلف المجالات، ولكن نحن نتبع توجهات قيادتنا الرشيدة، ولا فرق بين مواطن وأجنبي في تأدية الواجب في مهمة أو وظيفة رسمية ترتبط باسم الدولة، إذا كنا نتحدث عن مقاييس معيارية ومؤشرات أداء لإتقان عمل، ومن ثم التميز فيه، ونحن كدولة ندعم المواطن الناجح حتى يتفوق ويصل للعالمية، ولكن عندما لا ينجح، ويتكرر الفشل، نبحث عن الأفضل، ونعطي الشخص الذي أخفق الفرصة لتطوير نفسه وإعادة اكتشاف مكامن القوة والضعف، للعودة لسابق عهده من التألق، أما مسألة الانتظار وسمعة كرة بلد على المحك، فتلك مسألة لا أستوعبها بفهمي المتواضع!

والمدرب مثل اللاعب، عندما يفقد لياقته الذهنية الكروية، يحتاج لفترة نقاهة لإعادة شحن طاقته، وفرصة لتفكير بعيد عن الضغوط، لمعرفة أين هي أوجه التحسين والعمل عليها، وليس عيباً ولا قصوراً في المدرب، ولكنه عالم الاحتراف.

اللاعبون لم يعودوا هم أنفسهم اللاعبون الصغار، الذين يحاولون صنع اسم لأنفسهم، فهم اليوم يكسبون الملايين، وأسلوب حياة وعقلية مختلفة تماماً، وإدارة النجوم تختلف عن إدارة شباب يافع يلعب الجانب المعنوي دوراً كبيراً في أدائهم في الملعب، واخترنا المدرب الأفضل بدون شك، وهو الكابتن مهدي لتلك المرحلة، والآن، وبكل عقلانية، نحتاج لمدرب مختلف، تعود على إدارة كوكبة من النجوم، ويجب أن نتساءل، كيف كان لاعبونا يبدون وكأنهم يخوضون مباراة ودية، لندرك حجم التحدي المطروح أمامنا؟.

Email