كارت أحمر

شبح مارادونا يطارد ميسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحكم على ميسي ووالده بالسجن مع إيقاف التنفيذ لمدة 21 شهراً، بتهمة التهرب الضريبي، مشهد يتكرر من ميسي وهو يمثل بلاده في البطولات الكبرى والخروج الدائم بخفي حنين، مثقل الخطوات بعيون تملؤها الدموع، وما بين الاتهام بالتخاذل والتهاون عندما يمثل منتخب بلاده وفي المقابل تألقه مع ناديه برشلونة، مع أنه قدم مستويات كبيرة في آخر بطولات عالمية مع منتخب بلاده، تبقى حقيقة أن ميسي وجيله أخفقوا مجدداً في الظفر ببطولة عالمية للأرجنتين، وكأنه قدر الجماهير الأرجنتينية في عصر البرغوث ميسي.

فميسي في بطولة كوبا أميركا الأخيرة في بلاد العم سام، كان محاطاً بكوكبة من النجوم المؤثرين بجانبه، ولكن يختلف الحال مع المنتخب بعكس مسيرة ميسي مع ناديه الإسباني برشلونة، حيث حصد كل الجوائز والبطولات مع الفريق طوال مسيرته المظفرة من البلوغرانا، فهل لأنه لعب طوال حياته في النادي الإسباني بمعية أفضل لاعبي العالم في أوج تألقهم، وذلك على غرار تشابي وانيستا والآن هو مع نيمار وسواريز، أي بمعية أفضل المواهب في العالم؟

لا يوجد شك في أن ميسي سريع ومهاري ولاعب استثنائي، وواحد من أفضل المواهب في تاريخ كرة القدم، ولكنك لا تشعر بأنه في قمة السعادة والاستمتاع وهو يلعب لبلده الأرجنتين، على عكس تواجده في برشلونة النادي الذي رعاه منذ الصغر، وهو بالنسبة له بمثابة بيته الأول الذي يجد فيه دعماً غير مسبوق، وعلى النقيض يشعرك بأنه في محاولة إثبات دائمة لذاته الكروية مع الجماهير والصحافة الأرجنتينية، وفشل في أن يحل مكان مارادونا في قلوب الأرجنتينيين، حيث إن ديغو أخذ فريق الأرجنتين المتوسط لكأس العالم وفاز به، وفعل ذلك مع نابولي الإيطالي، بينما ميسي باستمرار يتواجد بين نخبة من النجوم ولم يسعفه ذلك في تحقيق أي بطولة للمنتخب.

فهل اتخذ ليونيل ميسي ابن التاسعة والعشرين ربيعاً قراراً صائباً، بإنهاء مسيرته مع منتخب الأرجنتين واعتزاله لكرة القدم الدولية، قبل أن يصبح بطلاً قومياً في بلاده، وهو الذي أجهد من خيبات الأمل المتتالية مع المنتخب، ولديه علاقة غير ودية لفترة زمنية طويلة مع الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم، ولكن ميسي يجب أن يفهم أنه إذا فعل ذلك، لسوف يذكر دائماً بأنه أسطورة برشلونة المدجج بالنجوم فقط، ولذلك يجب أن يستمع لنصيحة ومناشدة الجماهير ورئيس بلاده ومارادونا وبيله بالبقاء ضمن صفوف راقصي التانغو.

وبالنسبة للملايين من محبيه الذين يدعمونه ويؤمنون به، سيكون قراره بمثابة هروب من المسؤولية التاريخية، وتبقى أفضل ذكرياته بقميص الأرجنتين هي الفوز بكأس العالم تحت 20 عاماً 2005، والميدالية الذهبية في أولمبياد بكين 2008، دون أن يحقق كأس العالم لبلاده وتستعصي عليه حتى البطولة القارية، وميسي مطالب أن يثبت لنفسه قبل جماهيره بأنه جدير بالمقارنة بديغو مارادونا، الملك الأوحد للشعب الأرجنتيني إلى إشعار آخر.

Email