كارت أحمر

«الكورة» البرازيلية تحتضر

ت + ت - الحجم الطبيعي

البرازيل تخرج من الدور الأول لكوبا أميركا 2016 على يد منتخب البيرو، وبالرغم من خروجهم بهدف غير شرعي، إلا أن البرازيل لم تخدعنا بأدائها أمام أضعف منتخبات العالم.

وهو منتخب تاهيتي وفوزها الكبير، فهي لم تسجل ولا هدفاً في مباراتين، وكان أداؤها في المباراتين بين الجيد والمقبول، وتتوالى خيبات الأمل للكرة البرازيلية بعد الخروج المذل على يد الألمان، في كأس العالم الذي أقيم على أرضها، ولن تنسى البرازيل يوم 8 يوليو 2014 عندما سقط ما تبقى من كرامة وعنفوان للكرة الجميلة، وهو التاريخ الذي أصبحت بعده البرازيل رسمياً مجرد فريق آخر يلعب كرة القدم، ولم يعد هناك سحر ولا فتنة كروية تسلب الألباب.

ففي وقت مضى كان اللاعب البرازيلي يلعب وتكاد ترى الابتسامة على وجهه، وكان أداؤه ترفيهياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فلم تعد الأقدام البرازيلية تداعب الكرة كما يداعب العاشق الولهان الذي يأسره الغرام محبوبته، واختفت رائحة البن البرازيلي ونكهته، وتحول اللاعبون في الوقت الحاضر لمجرد عدائي مسافات متوسطة وطويلة، وظهرت كل بوادر الاكتئاب الكروي السريري.

ولذلك تبدو مشاكل البرازيل أعمق بكثير من الخروج المبكر في كأس أميركا الجنوبية، فالفريق البرازيلي في كوبا أميركا لم يكن مؤهلاً حتى للفوز بدورة رمضانية، دع عنك جانباً بطولة قارية مهمة بذلك الحجم.

وبالرغم من إعلان الاتحاد البرازيلي لكرة القدم إقالة كارلوس دونغا بعد الخروج المذل، إلا أنه في عصر المدرب دونغا ومعاصريه أدمنت البرازيل الدفاع كخير وسيلة للهجوم، ولم تعد تبهر أصغر مشجعي كرة القدم في العالم، والعروض البرازيلية في السنوات الأخيرة ليست مفاجأة لمشجعي كرة القدم في جميع أنحاء العالم، فلا مواهب ولا أداء مع استثناءات هنا وهناك لا تسمن ولا تغني من جوع، ومنذ متى البرازيل تعتمد على لاعب واحد لتفوز بمباراة؟

فعندما هجرت البرازيل أسلوبها المعتاد بدلاً من أن تعدل عليه، وتدخل عليه تحسينات لا تفقد الماركة البرازيلية بريقها، شرعت في جعل المنتخب البرازيلي فريقاً أوروبياً متوسط المستوى، ولم تكن موفقة بالطبع في ذلك، وهناك ندرة غير مسبوقة في المواهب، حتى أصبحت أنصاف المواهب حديث الشارع البرازيلي، الذي يريد أملاً في مستقبل أفضل بأي طريقة!

ومن جهة أخرى، فإن الدوري البرازيلي لم يعد منجم الماس، ولا الدجاجة التي تبيض ذهباً من حيث النوعية، بل أصبحت أقرب للمصانع التي تصدر بضاعة متشابهة لا تميز في قطعة فيها عن الأخرى، والبلد الذي خرج منه بيليه وجارنشيا وروماريو ورونالدو يكتفي بنيمار، ويقف مكتوف اليدين.

وهو مصدر قلق حقيقي للبرازيل الحالمة بالفوز بذهبية الأولمبياد هذا الصيف في البرازيل، والضغوط لا تعد ولا تحصى من الشعب البرازيلي على حكومته، لإعادة الهيبة للكرة البرازيلية، وفي نفس الوقت عدم صرف المليارات على الرياضة وإهمالهم.

Email