كارت أحمر

سقوط الروح الرياضية بمرسيليا

ت + ت - الحجم الطبيعي

جماهير كرة القدم تمثل شريحة مهمة من المجتمع، وتعكس جانباً كبيراً من قيم ومبادئ وأخلاقيات البيئة التي جاءت منها، ولا عزاء للروح الرياضية في مباريات كأس الأمم الأوربية المقامة حالياً بفرنسا..

حيث لا تمر مباراة بين فريقين أو بلدين جارين أو بينهما عداء تاريخي وحوادث جماهيرية سابقة، إلا ونرى حوادث متفرعة، إن لم يكن قتالاً جماعياً.

وتختص بعض الدول أكثر من غيرها بتصدير الشغب والعنف والعنصرية للملاعب، ونسمع دائماً عن الشجب والإدانة والرفض من اتحادات كرة القدم في بلدانهم لتلك الممارسات غير اللائقة بالرياضة، والغريب أن بعض المشجعين المرافقين لمنتخباتهم في البطولة، من العاطلين عن العمل، أصحاب السوابق الجنائية، ومن تشعر كأنهم مدربين لمهام تخريبية خاصة، ولذلك أعلن الاتحاد الأوربي لكرة القدم، استبعاد منتخب روسيا من البطولة مع إيقاف التنفيذ، وتغريمه 15 ألف يورو.

وتزداد المخاوف من استغلال الإرهابيين لهذه الظروف والممارسات الهمجية، والضرب بمقتل، ولكن لماذا كل هذا الشغب؟، ولماذا لا تزال هناك ثغرات أمنية في الملاعب؟، وكيف يدخل هؤلاء المشجعون المثيرون للفوضى لفرنسا؟، ولماذا لا يرحّل كل من شارك في العنف ويمنع من دخول باقي مباريات البطولة؟

ولماذا لا يوجد قانون أوروبي جنائي متعلق بشغب الملاعب؟، ولماذا لا يمنع دخول الملعب لأي شخص مخمور؟

، ولماذا لا تقام مباريات الفرق التي يشتهر مشجعوها بإثارة الشغب في أوقات صباحية أو ظهراً، بالرغم من الالتزام المالي القوي المتعلق بوقت إذاعة المباريات وحقوق الشركات الراعية التي تجبر الدول المنظمة على إقامة المباريات في ساعات الذروة؟، بجانب دور شركات بيع الخمور، وأمور أخرى ليس لها علاقة بالرياضة.

ففي يورو 2016، الغالبية العظمى من المشجعين في فرنسا، يريدون ببساطة الاستمتاع بكرة القدم، ولذلك رحب الجميع بقرار الاتحاد الأوروبي، لفتح تحقيق في أعمال العنف داخل الملعب في مرسيليا، ولكن الواضح هو أن تكتيكات الشرطة الفرنسية للسيطرة على الوضع، تحتاج لمراجعة وتصحيح مسار، تعاملها مع الحشود.

وخاصة مجموعات الألتراس، التي أصبحت ظاهرة خطيرة في الملاعب الأوروبية وغير الأوروبية، متى ما استغلت من أيدي خفيه لها أهداف معينة، ناهيك عن مجموعات من السكان المحليين الذين كانوا يخططون لفترات طويلة لمواجهة مشجعي بعض الدول، والتي بدورها أين ما حلت اصطحبت معها المشاكل، وليس مستغرب التصرفات العنصرية من جماهير بعض الدول..

وهم عادةً ينتمون لجماعات عنصرية شهيرة في بلدانهم، وعادةً يتسكعون وهم مخمورون في ساحات المدن، ويقومون بسلوكيات عدائية لإثارة جماهير الفرق الأخرى، ولا أعتقد أن استراتيجية الشرطة التي تتعامل بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، كفيلة بعدم تكرار مشاهد العنف في البطولة، وماذا كنا سنسمع من الإعلام الأوروبي، والأوصاف التي كانت ستطلق، لو كانت الجماهير مسلمة أو عربية؟.

Email