كارت أحمر

فعلها العميد.. أزرق عنيد

ت + ت - الحجم الطبيعي

أنا شخصياً من الجيل الذي كان محظوظاً بمشاهدة نادي النصر في أواخر السبعينات وهو في قمة مجده الكروي، وأنا أتحدث عندما كان النصر الفريق الأمهر والأقوى في الدولة بجانب شقيقه الأهلي، وحضور يذكر لنادي الشارقة وومضات من العين، ولا أزال أتذكر ذلك السحر العابر الذي كان يملأ أرجاء الملعب عندما تداعب الكرة أقدام نجوم النصر في تلك الحقبة الزمنية كسالم بوشنين ورجب عبدالرحمن وعوض مبارك والفاضل سانتو وكسلا ومصطفى قاسم ومصطفى عبيد وأحمد خورشيد وجميل أحمد وسالم خميس وغيرهم من النجوم.

وما أريد أن أذهب إليه أنني أشاهد النصر جميلاً مجدداً دون أن ننسى نصر منتصف الثمانينات الحائز على بطولة الدوري في موسم 1985، فالنصر الجديد عاد ليلعب كرة قدم لن أقول جميلة ولكن مؤثرة وأصبح للفريق ثقل داخل الملعب وهوية فقدها منذ زمن بعيد.

نعم حدث ما توقعته بذهاب فريق النصر الحالي بعيداً في المسابقة الآسيوية والفريق قادر على قهر الصعاب وتعدي المرحلة المقبلة في دوري أبطال آسيا بعد أن عبر الدور ربع النهائي في ملحمة كروية تحسب لأبطال النصر والثبات الانفعالي وعدم الانهيار بعد تلقي الهدف الثالث، والمدرجات معبأة ومشتعلة، ولكن العميد تمكن من الصمود وما عاب الفريق ويعيبه دائماً أنه ينسى أن التوازن وليس الهجوم أو الدفاع هو أفضل طريقة للدفاع الفعال ومن ثم الانتصار.

ويجب أن نتوجه بالشكر الخاص إلى لاعبي الفريق والجهاز الفني والإداري والإدارة التي تقف خلف الاستقرار الفني والنفسي للفريق وأشيد بصورة خاصة بمدرب النصر إيفان يوفانوفيتش لأن النصر أصبح قادرا على خوض التحديات خارج ملعبه بعقلية لم يكن يملكها سوى نادي العين في الإمارات، وأقول كان بين قوسين.

وما يحسب للمدرب أنه مارس الضغط على الفريق الخصم منذ بداية المباراة في مفاجأة لم يتوقعها الجانب الإيراني وتسجيل هدف مبكر عندما افتتح البديل السوبر سالم صالح التسجيل لفريقه بعد تمريرة مميزة بالشوكة والسكين للنجم جوناثان بيترويبا في عرضية منخفضة وسريعة بالقدر الكافي الذي يمنح الأفضلية لزميله المتمركز بصورة صحيحة والقادم من الخلف عند العارضة الثانية إمكانية التسجيل المريح في خط الست ياردات وذلك ما حصل فعلاً.

الأمر المهم الذي يجب أن يخرج به المشجع النصراوي أو الإماراتي بصورة عامة من هذه المباراة أن مباريات كرة القدم تنافس شريف بين 11 لاعبا من كل جانب داخل المستطيل الأخضر، وآسيوياً لا نخوض المباريات ضد ريال مدريد أو برشلونة والفروقات ليست بتلك الفروقات التي تجعلنا لا نؤمن بحظوظنا في البطولة، وقد يعتقد البعض أنني أذهب بعيداً في التفاؤل بالكتيبة الزرقاء، ولكن تفاؤلي منبعث من أسلوب لعب نادي النصر والتوظيف الصحيح للاعبين وتألق لافت للاعبين المحليين، وخاصة لاعبي ارتكاز وسط الملعب والقادرين بالذهاب بالنصر بعيداً في هذه المسابقة.

Email