هل سينجح بن غليطة؟

السؤال الصحيح هو، هل سينجح فريق العمل بقيادة مروان بن غليطة، في قيادة اتحاد كرة القدم بصورة تكفل له النجاح وبصورة مستدامة؟ والجواب يقع ضمن طيات معايير النجاح ومن يضعها، حيث يتمحور الموضوع دائماً حول أشخاص ونغمة تعديل القوانين واللوائح والحوكمة، وكأنها من سيأتي بالمواهب وليست جزءاً يسيراً من منظومة أكبر بكثير مما يسوقه للشارع الرياضي.

فهناك أناس صادقون في نواياهم ويريدون أن يخدموا ويقدموا كل ما لديهم بإخلاص للكرة الإماراتية، كون الرغبة ليست بديلة للخبرة والمؤهلات والكفاءة، وكل ذلك معاً ليس بديلاً للإبداع والتميز، وبيئة التميز والإبداع والابتكار والاختراع تحتاج لمقومات وأسس رئيسية.

فالمنطق غريب وعجيب عندما نطلب من شخص أن يصنع لنا حلوى لذيذة، وليس في جعبته مكونات لها علاقة بصناعة الحلويات، ولذلك سيواجه مروان بن غليطة تحديات كبيرة وواقعية ستفرض عليه خيارات غير تقليدية، في ظل شح المواهب وحضور 1000 شخص لبعض المباريات، و 25% منهم عمالة لأقطاب النادي، فكيف نطور الاحتراف والمطالبة بالنوعية في الأداء وجذب الجماهير.

سيحتاج بن غليطة لتشكيل برلمان رياضي ويكون الترشيح فيه مفتوحاً، ويختار الجمهور أعضاءه من مختلف الكفاءات الوطنية المهتمة بالشأن الرياضي أو التي ترغب في تطويره ليعمل بمثابة مستشار للاتحاد وله حضور افتراضي مؤثر.

كما سيحتاج بن غليطة لإحياء منظومة كشافين المواهب، ويطور نظام توزيع المواهب بين الأندية وفق المراكز في الترتيب، والقوة المالية بقيادة رجل كروي مخضرم مبدع له باع طويل مثل الكباتن عبد الله صقر المري، أو الكابتن عبيد مبارك، وهذا الفريق يبحث عن المواهب والكنوز المدفونة في المدارس والأحياء، وحتى خارج الدولة من مواهب صغيرة تحتاج للتجنيس المبكر لسد الفجوة في الفقر في المواهب في الدولة، ومصطلح موهبة قد نختلف عليه هنا، ولكن عندما أقول موهبة أتحدث عن عمر عبد الرحمن وكم عمر عبد الرحمن لدينا في الدولة؟

والأمر الآخر الذي يجب أن يفكر فيه بن غليطه، هو التعاون مع وزارات الدولة المعنية لإنشاء مراكز الأحياء، على أن تتبع اتحاد الكرة بالتعاون مع القطاع الخاص والأكاديميات الكروية العالمية، كما نرى أن يبادر بن غليطة في إطلاق أول صندوق سيادي استثماري رياضي في العالم، لدعم الكرة الإماراتية واستقلالها المالي لمئة سنة قادمة.

فالحلول البديلة موجودة، ولذلك سيحتاج بن غليطة أن يتخلى عن التقليدية، ونتمنى أن يكون للاتحاد قناة رياضية خاصة به، تنقل بعض مباريات جميع المراحل السنية والدوريات المدرسية والجامعية، والاهتمام بضرورة عودة دوري المناطق المدرسية، ونقترح أن يكون للاتحاد موقع إلكتروني يعنى بالأطفال المهتمين بكرة القدم، ويكون به مكتبة فيديو يبعث من خلالها الأطفال تسجيلات لمهارتهم الكروية، وأنا فقط أتناول أفكار متناثرة، فالإبداع والابتكار والعقول التي تفكر خارج الصندوق ما سيحتاجه مروان بن غليطه ليكون رئيس اتحاد كرة قدم مميز.