كارت أحمر

التشفير والاحتراف

ت + ت - الحجم الطبيعي

الرياضة من أبرز مكونات تنمية المجتمعات، والدبلوماسية العامة وسمعة الدولة كعلامة تجارية، ولذلك يجب ألا يترك الحبل على الغارب، مع تنامي دور الرياضة في بناء الدول الحديثة.

فعملية التشفير التي لم تخرج عنها حتى الآن أي نتائج أو أرقام تدل على أن هناك مؤشرات إيجابية لها، ولم يبين لنا أحد الأسس التي بنيت عليها العملية برمتها. نعم، دخول دوري الخليج العربي للمحترفين عصر التشفير الكامل من المفترض أن ينقل المسابقة إلى عصر جديد، ويدخل بالدوري إلى مصاف الدول المتقدمة كروياً، وأن يساهم التشفير الكلي للمباريات في إعادة الجماهير إلى المدرجات، وإضافة مداخيل كبيرة لخزائن الأندية لجلب أفضل النجوم، ولكن كل ذلك لم يحدث.

فلماذا الذهاب إلى المعلب لمشاهدة الدوري الإماراتي مع توقيتات مباريات الدوري وأيام اللعب؟ ومن سيترك مباراة قوية تنافسية في البطولات الكبرى ليشاهد مباراة ضعيفة في الدوري المحلي؟ وما هي الإضافة الكبيرة جماهيرياً وفنياً حتى تكون حقوق تلفزة مبارياتنا مباعة؟ وكم هي نسبة مشاهدي الدوري العام من عدد سكان الدولة المواطنين، الذي لا يتعدى مليون نسمة؟

الدوري يتوقف بصورة دائمة، وهذا ينافي التسويق الكروي، ويقلل من المردود المادي للشركات الراعية، وتوقيت المشاهدة قد يكون توقيت الذروة لمشاهدة مسلسل أو مباراة عالمية في مختلف المسابقات المحلية والقارية، أو برنامج مهم بالنسبة للشريحة المستهدفة مع تغير أنماط سلوك الترفيه لدى الجيل الجديد، فمن يريد أن يقول إن التشفير كان على أسس علمية مدروسة من جميع الجوانب، أقول له راجع مصادر دراستك والقائمين عليها.

وكيف نتحدث عن احتراف ويأتي لك من يدعي أن توقيف الدوري لمصلحة المنتخب، فعن أي مصلحة ووطنية يتحدثون؟ فالفهم مقلوب رأساً على عقب، حيث يعد توقف الدوري لفترة طويلة مضراً بالدوري المحلي كسلعة تجارية، والولاء للمنتج والمصدر الرئيسي لجعل اللياقة الذهنية والبدنية والنفسية التنافسية للاعب على أعلى مستوى، وجاهزيته عالية لخوض مباريات حاسمة كونه يتعرض لها بصورة متكررة أسبوعياً ويتعايش معها، ولذلك المحترفون الحقيقيون لا يتوقف الدوري لديهم باستثناء أيام روزنامة المباريات الدولية الرسمية للفيفا.

وتوجد هناك دوريات ومسابقات أخرى في الدورة البرامجية للقنوات الرياضية، وهي لا تحتمل أي تعديل مفاجئ، وعندما يصبح التنظيم احترافياً لدورينا في كل النواحي، والجدوى حقيقة من التشفير نقوم بذلك بدلاً من أن تكون استديوهات التحليل في القنوات التليفزيونية، هي المتعة التي ينتظرها الجماهير وليس المباراة، علماً أن الدوري الإماراتي كانت له جماهير متابعة كبيرة في الخليج العربي، وكان يبني قاعدة جماهيرية صحية وارتباطاً تسويقياً اقتصادياً واجتماعياً وسياحياً، وفجأة توقف كل ذلك البناء ولا يزال هناك مجال لتصحيح ذلك الخطأ القاتل، فالرياضة تأثيرها لا يقتصر على المعلب، ولذلك نتأمل في بعد نظر القائمين على كرة القدم الإماراتية لتصحيح المسار.

Email