كارت أحمر

مدرب جديد للمنتخب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تملك الإمارات أحد أكثر الأجيال تكاملاً من الناحية الجماعية كفريق، حيث يتمتع المنتخب الحالي للدولة بمواصفات خاصة تجعله المنتخب الأول خليجياً ناهيك عن النضج التكتيكي وثقافة الانتصار التي وضع لبنتها الأولى الكابتن جمعة ربيع عندما كان مدرباً لمعظم عناصر المنتخب الحالي في المراحل السنية ومن ثم جاء دور المهندس مهدي علي ليوظف اللاعبين التوظيف السليم وباحترافية عالية وما صنع الفارق في عصره كمدرب، أخصائي نفسي، هو فهمه لعقلية اللاعب المواطن وآليات التحفيز التي يستجيب لها.

وسر نجاح مدربنا الرائع لفترة طويلة مع المنتخب تعامله مع لاعبي المنتخب على أنهم في طور التطوير والتحسين من ناحية الوعي التكتيكي وبعض أساسيات اللعبة التي تنقصهم وهم لاعبون دوليون وهو مدرك أنه عندما تمرر الكرة للاعب دولي ويكون استقباله للكرة وتوجيهها له لبدء هجمة ضعيف نسبياً أو يبدأ في التفكير في ماذا سوف يفعله بالكرة بعد استلامها..

أننا في مأزق ومتأخرين عن الخصم ببعض من الثواني الحاسمة.. وكذلك الحال في التغطية المشتركة بين أفراد خط الدفاع أو الرقابة الضيقة الفردية والجماعية في الضربات الثابتة أو حجم التواجد النوعي في خط 18 للفريق الخصم، ما يجعل معظم لاعبينا صالحين فقط للدوري المحلي.

ورغم كل ذلك يبدو لي أن جميع المنتخبات الآسيوية حفظت طريقة لعب منتخب الإمارات وقد حان الوقت لمدرب عالمي جديد للمنتخب على أن يكون الكابتن مهدي ضمن الإطار الفني للمنتخب كونه مدرباً يحتاج لتحسين المستدام بالاحتكاك يومياً بمدارس تدريبية مختلفة سوف تجعل منه مستقبلاً مدرباً عالمياً يشار له بالبنان .

فالإمارات تملك مجموعة متجانسة من اللاعبين بينهم تفاهم كبير وعلاقة ود تترجم على أرضية الملعب وما يعيب المنتخب فقط الثقة الزائدة تارة، وتارة أخرى احترام قدرات الخصم أكثر من اللازم بناء على تاريخ الخصم وليس معطياته الحالية فتجدد التردد والتحفظ الكبير حتى من الكابتن مهدي والطاقم الفني ككل.

وما يحتاجه المنتخب هو الروح القتالية والشراسة في إنهاء الخصم مع أن المنتخب في الوقت الحاضر بدنياً ليس في أفضل حالاته بعد موسم طويل وعدم الراحة لسنوات طويلة والضغوط النفسية بسبب الآمال الكبيرة المعقودة على هذا المنتخب الذي قدم أفضل كرة قدم تنافسية في تاريخ المنتخبات الإماراتية.

ولكن نتيجة مباراتنا مع أشقائنا السعوديين والأداء كان مخيباً للآمال ناهيك عن الإصابات اللعينة التي واجهت المنتخب وجعلته يلعب بلاعبين في نصف جاهزيتهم، وغياب الجماعية والحماس والعامل النفسي والتعطش الكروي، وهي عوامل كانت سر تميز المنتخب في الماضي أما الآن أصبح المنتخب يعتمد على الأفراد أكثر من منظومة لعب تتأقلم مع ظروف كل مباراة وربما لم يعد اللعب للمنتخب الوطني أكبر حلم يمكن تحقيقه في حياة بعض اللاعبين بعد أن أصبح لاعبونا حتى أنصاف المواهب منهم الأكثر دخلاً خليجياً وعربياً.

Email