كارت أحمر

من يراهن على الرئيس الجديد؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل فوز السويسري جياني إنفانتينو برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، بعد أن كان يشغل منصب سكرتير عام الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، والذي بدأ حملة ترشحه فقط بعد إيقاف الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس اليويفا من قبل لجنة القيم بالاتحاد الدولي، والتساؤل المشروع هنا، هل هو فعلاً القيادي الأنسب للمنصب؟

وهو الذي لم يشغل منصباً قيادياً رئيساً من قبل؟، فكون الإنسان نزيه وشغوف بكرة القدم وقانوني ومطلع على القوانين، لا يجعله ذلك كله بالضرورة قائداً ملهماً.

فلننتظر، ولنرَ إن كان الفرد يغير النظام، أم أن النظام لا يغيره إلا نظام بديل يحل محله بالتدريج، وإذا ما كان جياني سيصنع نظامه الخاص على رفات حملات تطهير واسعة النطاق، لاقتلاع جذور تجاوزات وأخطاء الماضي، وهو الذي كان يعمل ضمن فريق عمل لم ينجح في الحد من العنصرية والعنف، والتلاعب بنتائج المباريات على الصعيد الأوروبي.

فكرة القدم قوة للتأثير في اقتصادات عدد صغير من الدول، من خلال منحها حق استضافة نهائيات كأس العالم، وهناك شعور بالتأثير النقدي للفيفا في جميع أنحاء العالم وأعضائه 209، الذين يمثلون دول العالم المختلفة على غرار الأمم المتحدة أو حكومة وطنية، فالفيفا ترتبط بالمؤسسات التجارية والإعلامية العالمية الكبرى، وتؤثر قراراتها وقوانينها في زيادة مبيعاتها من عدمه..

كما توزع الفيفا الأموال لأعضائها عن طريق المنح، وتتلقى كل دولة عضو منحة سنوية، وتمويل مشاريع محددة، تتعلق بكرة القدم وملايين من الدولارات في صورة مساعدات تخلق فرص عمل، ويكون لها تأثير في اقتصاد العديد من الدول الصغيرة.

عموماً، كرة القدم هي شركة بمليارات الدولارات، مع القدرة على خلق الملايين من فرص العمل، وضخ مليارات الدولارات في اقتصادات الدول، ومع كل هذه القوة، فمنصب رئيس الفيفا منصب رفيع المستوى على الصعيد العالمي، ويحتاج لتنسيق رفيع، وتوحد الجهود والأصوات..

ولذلك خسره العرب، وهو الطبيعي، في ظل المعطيات في الاتحادات العربية المحلية، والتكتلات التي تركز على الدعم السياسي المحلي، وليس على مستوى الحكومات العربية والتحزبات الكروية، بدلاً من التحزبات الاقتصادية والصناعية المتعلقة باللعبة.

ومع الرئيس الجديد للعبة، أتوقع أن يصل عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم إلى 40، وأن تفتح ملفات التشكيك في رهانات الفوز باستضافة بعض الدول لكؤوس العالم المقبلة، وأن تعطى صلاحيات أكبر للاتحادات القارية، وانضمام بعض البطولات الإقليمية للروزنامة الدولية..

وأن تكون بطولة أندية العالم وكأس القارات، بطولة من ذهاب وإياب، وأن ترى النور في أوروبا بطولة، سيشارك فيها أكبر أندية إيطاليا وألمانيا وإنجلترا وإسبانيا وفرنسا، وتكون دوري أوروبي بدلاً من الدوري المحلي، الذي سيكون للمنافسة للأندية متوسطة الدخل والمقدرات المالية، وخاصة في ظل احتمال انسحاب بعض الأندية الأوروبية الكبرى عن دوريات بلادها، لأسباب سياسية انفصالية.

Email