الطاولة

ت + ت - الحجم الطبيعي

هذه ليست لعبة تنس الطاولة ولا لعبة الطاولة وليست أيضاً طاولة الطعام، هذه طاولة الكرسي الذي سبق التطاول عليه في مقال سابق، البعض يفضل أن يكون الكرسي وحيداً ومنفرداً، والبعض يفضل أن يكون على رأس الطاولة رئيساً وآمراً ناهياً، إذاً هذه طاولة الاجتماعات، وأحياناً تكون هي طاولة المؤتمرات أو المؤامرات.

وقد تحدث معي ذلك الزميل العميل، الذي لا يفارقني إلا في القليل، وقال لي «كتبت عن الكرسي ولم تكتب عن الطاولة»، قلت صدقت، بالرغم أن الطاولة أساساً أهم من الكرسي، إلا أنهما وجهان لعملة واحدة، أو مركبة لها قائد مسؤول وبها عجلات ومحركات وأجهزة متخصصة وأدوات لإدارة العمليات، وخرائط وبيانات لتحديد الاتجاهات.

قال: كنت أتوقع أن تتحدث عن الكرة والانتخابات وليس عن السيارات بعد مقال الدراجات، قلت له المعذرة، خبراتي تتراوح بين القيادات والسيارات والحسابات والرياضات، والمهم أن الطاولة بالنسبة لي هي الأهم، والطاولة قد تنجح أحياناً بدون كرسي رئيس، بينما كرسي الرئيس لا يمكن أن ينجح بدون كراسي الطاولة.

قال وكيف تربط ذلك بالانتخابات، قلت أنظر إلى الصراع قبل أن يبدأ الاجتماع، كم عدد الكراسي وكم عدد المرشحين وكم عدد الناخبين، وأعمى البصيرة يرى أن للجميع رؤية قصيرة، قال ماذا يرى، قلت مرشحان اثنان لكرسي الرئيس هو الحد الأدنى وهو مقبول، و4 مرشحين لكرسي نواب الرئيس هو معدل مقبول.

وأعتقد أن المنافسة ستكون حامية وذلك فقط في التصويت والأصوات وليس فيما سيتم تبنيه من مشاريع وتحقيقه من إنجازات، وهناك مرشح واحد للكرسي الوردي وهذا مقبول مرحلياً وهو من فنون خبراء التصميم والديكور فقد بدأت تظهر لنا طاولات اجتماعات حولها كراسي موحدة اللون مع كرسي مختلف يضيف إلى القاعة جمالاً ويساهم في خلق بيئة أكثر ابتكاراً، وأعتقد أنه من المفترض زيادة هذه الكراسي الملونة وتطويرها لتتناسب مع طبيعتها وتطلعاتها.

وأما باقي الكراسي حول الطاولة فأعتقد أن الصراع عليها غريب وعجيب وذلك إذا وضعنا في الاعتبار أن معظم الناخبين تقدموا بمرشحين، وهذا يبدو لي غير طبيعي ولا يمكن أن نعتبره إيجابياً، وأعتقد أن هناك 3 أسباب رئيسة خلف ذلك: الأول أن الكراسي متماثلة جداً ومن الصعب التعرف على أهدافها وأسباب وجودها والمفترض الترشح لكل كرسي وفقاً للاختصاص، والمنافسة فقط عليه.

وتحديداً له مثل كرسي التحكيم أو كرسي المالية، والسبب الثاني والله أعلم أن لا أحد يثق في أحد، والكل حريص أن يتواجد على الكرسي وحول الطاولة ليتابع مصلحته والتي ستضمن له نجاحه في الانتخابات، والمفترض أن لكل نادٍ صوتا انتخابيا واحدا يصوت به للكرسي العادي.

أما السبب الثالث فهي ثقافة لعبة الكراسي الموسيقية التي لعبناها وتربينا عليها، إلى أن يبقى أحدهم منفرداً ومتفرداً بالكرسي ، بينما في اليابان وهي مثال مميز جداً في إستراتيجيات وآليات تطوير الكرة ، يتم تعليم الأطفال ،التعاون لجلوس عدد أكبر من الأطفال على عدد أقل من الكراسي، وهذا هو لب ثقافة تعاون فريق العمل وليس ثقافة تخاطف كراسي الطاولة.

Email