كارت أحمر

انتخاباتنا.. الحال هو الحال

ت + ت - الحجم الطبيعي

الرياضة الاحترافية فكر وابتكار واقتصاد، ولذلك يعد التفرغ الكامل والتخصص بجانب الخبرة (الريادة وليس الفوز على الكويت والسعودية)، هو الشرط الأول للنجاح، والشرط الثاني إعلان استراتيجية وطنية للرياضة، والشرط الثالث فكر إبداعي لا ينتظر الدعم المادي لينجح، بل لديه القدرة على خلق موارد غير حكومية لدعم اللعبة، والشرط الرابع فتح عضوية الاتحاد لمرشحين مستقلين من خارج الأندية، كدماء جديدة لديها بعد مختلف، والشرط الخامس تخصيص ميزانية كبيرة تدفع مرة واحدة لمؤسسة شبه حكومية، تعمل على تطوير الرياضة وتنمية مواردها المالية ذاتياً، وتطرح أسهماً للاكتتاب العام.

والشرط السادس البدء في خصخصة الأندية بصورة أو بأخرى، والشرط السابع إنشاء مركز تفكير رياضي، والشرط الثامن السماح للأندية باستقطاب مواليد الإمارات من المواهب، ومن هم دون 18 سنة من المقيمين بالدولة، والشرط التاسع تخضع الرياضة لمعايير التنافسية والجودة المطبقة في أفضل الممارسات في الدولة، والشرط العاشر إحياء رياضة المدارس والجامعات وتغطية إعلامية وطنية ورعاية تجارية لتلك النشاطات.

فالانتخابات التي ستُجرى في يوم 30 أبريل المقبل في العاصمة أبوظبي، لانتخاب رئيس ومجلس إدارة جديد للاتحاد خلال الدورة الجديدة، ممارسة صحية في الصورة والشكل، ولكن ما يهمنا الاستدامة في المضمون والجوهر وشرعية اللجان.

فإذا قلنا: تطوير تحدثوا عن مدارس الكرة وحصر التخطيط المستقبلي فيها، أو شراء لاعبين صغار من قارات العالم المختلفة، ليصبحوا الركيزة الأساسية لفرق كرة القدم في السنوات القادمة فقط، فمجالس الإدارات يشغلها في الغالب موظفون غير محترفين بالمعنى الحرفي، وليس تشكيكاً في مهاراتهم الإدارية كإجراءات وتطبيق نظم إدارية، وإسقاط مهاراتهم المهنية على النطاق الكروي.

ويبقى السؤال، أين هي المخرجات النوعية من مواهب ونتائج واستمرارية، والتعامل مع الرياضة كصناعة قائمة؟ ولماذا نكابر أن طبيعة السكان وميولهم أخذت مناحي كثيرة متنوعة، والرياضة هي من وسائل التسلية والترفيه الرئيسية في المجتمع، ويجب أن تكون المنظومة ككل تدعم ذلك التحول الطبيعي في المجتمعات، ومستوى الخدمة الذي يتوقعه الجمهور، ومنهجية علمية تجارية بحتة لبناء ولاء للماركة الرياضية.

فالتناقض أننا نحكم على الأمور في كرة القدم الإماراتية من خلال استثناءات، وحالات خاصة مرت على الأندية واتحاد كرة القدم في السابق، من أشخاص بمواهب خاصة، لديهم ملكة التخطيط وقدرات فائقة على التحفيز، وتأصيل عقلية الفوز في عقول اللاعبين ومن يحيط بهم في مجلس الإدارة.

ولكن في ظل التقدم المذهل في مجال كرة القدم، لم يعد هناك مفر من امتهان إدارة كرة القدم كوظيفة يمارسها الإنسان طوال حياته، والاحتراف الكلي لكل من يعمل في المجال، ووضع البنية التحتية التي تضمن التفوق الكروي والبقاء في القمة.

فافرحوا بالانتخابات فهي ممارسة جميلة، ولكنها عملية تجميل ومساحيق تجميل لسيدة بلغت أرذل العمر، والمطلوب تغيير حقيقي والرهان على المستقبل.

Email