«حمى» الدراجات

ت + ت - الحجم الطبيعي

نعم هي «حمى»، ولكنها حمى حميدة ومفيدة، بل حمى حميمة وصديقة، فهي صديقة للبيئة، انتشرت حمى الدراجات انتشار النار في الهشيم، انتشاراً سريعاً، وكأن الهشيم يستبشر بالنار، وذلك ليتجدد وينمو من جديد، ولذلك، أصبحت الدراجة في كل بيت، وأصبحت الدراجة متاحة للولد وللبنت.

وقد كانت الدراجات في سنوات ما قبل الثمانينيات، رياضة مفضلة عند بعض الشباب، وكان لها محال لتأجير الدراجات وصيانة مكوناتها والعجلات، وكان للشباب فيها هوايات وخبرات، ولهذا، فهي لها في تاريخ الرياضة أصل، وبهذا يمكن أن يكون لها في مستقبل الرياضة أمل، ومع أننا نسبياً في بداية الطريق.

إلا أن الدراجة قد سلكت الطريق، وبدأت تفرض نفسها على مسار الطريق، ولا أستبعد أن يكون لها تأثير بالغ في تاريخ السيارة العريق، فهناك كثير من الممارسات والتطبيقات، ومن مختلف الجنسيات، للترفيه وللرياضة وللعمل تدور العجلات، وقبل ذلك، بل هو محرك ذلك، هو درجة اهتمام قيادات الإمارات برياضة الدراجات.

وقد أصبح ذلك واضحاً للعيان، ومشاركات سمو الشيخ حمدان بن محمد لا تغيب عن الأذهان، ووجود سموه في مقدم كل نشاط هو دليل وبرهان، بأن الدراجة يمكن أن يكون لها صولة وجولة وفارس وفرسان.

وتوجيهات حكومة دبي لدوائر الخدمات في دبي، بدأت ترجمتها قديماً وتطورت حديثاً، والمنافسة متكاملة بين الدوائر والمؤسسات، وبقيادة هيئة الطرق والمواصلات، أنظمة وتشريعات ومواقف ومسارات وتوعية وسباقات، نعم ما زال الطريق طويلاً، ولكن الدراجة بدأت تتحرك والعجلة بدأت تدور، وفي التأني السلامة وفي العجلة الندامة، ونأمل من الدوائر التشهيل في إنجاز المشاريع الجديدة.

والتي بدأت بوادرها، ونأمل منها أيضاً التسهيل على هواة الدراجات والمستخدمين، والواجب مفروض على الدراجين بالالتزام بالأنظمة والقوانين، ومتطلبات السلامة أولاً، ومن ثم المنافسة مع المتنافسين، وحمى الدراجات تحتاج إلى حماية وعناية، وتحتاج إلى التعاون من الجميع، من المجتمع ومن المجالس الرياضية ومن اتحاد الإمارات للدراجات الهوائية.

وقد أمست كوكبة الدراجات، قطاراً متعدد العربات، يقودها طواف دبي، وتضاعفت قوة القائد إلى ثلاثة أضعاف في نسخته الثالثة، تنوع في المراحل والمسارات، وتميز في الأنشطة والاحتفالات، وتطور في التنظيم والإجراءات، وتعمق في الاحتراف والخبرات، وتعدد في الإمكانات والتجهيزات، وتناسق بين كافة الرعاة والجهات، طواف دبي يحقق كافة أهدافه المحلية والعالمية، وأهدافه الرياضية والتسويقية، وأهدافه المجتمعية والترفيهية.

شكراً للجميع بدون استثناء، وللجميع شهادة تقدير، لا تحتاج إلى استفتاء، ومبادرات التطوير والابتكار إلى المنظمين مطلوبة من كافة المفكرين القراء، والشكر موصول، وهو مخصوص لـ «البيان الرياضي»، على إصدار الملاحق الخاصة بطواف دبي، وطبعاً هذا مطلوب ومهم، وهو متوقع، والمعنى في بطن الشاعر، وهذا هو الإعلام الإيجابي الشريك، وهو الإعلام الواعي الحريص على خدمة المجتمع.

Email