«الشبكة العنكبوتية»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسعى كافة مؤسسات الدولة إلى تطوير عملها وتحسين مخرجاتها، بمختلف السبل، ومنها تشكيل اللجان المتخصصة لتنفيذ عمل أو مهمة ما، ولست من أنصار نظرية، إذا أردت أن تقتل موضوعاً، فشكّل له لجنة، حيث إن هناك العديد من اللجان التي تشكلت وحققت نجاحات باهرة، والقطاع الرياضي ليس بمعزل عن كل تلك النظريات الإدارية.

ولكن قلمي أراد فتح موضوع اللجان، بطريقة مختلفة، قد تكون حاضرة في أذهان الموجودين في الساحة الرياضية، والذي يتمثل في عدد اللجان التي يشغلها (بعض) الأشخاص، حيث ترى الشخص الواحد «يتغلغل» في الكثير من اللجان الرياضية المشكلة، سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو الدولي.

ولا يكتفى بذلك، بل تجد خيوطه ممتدة في عضوية اللجان الأخرى، من خارج القطاع الرياضي، بطريقة تدعو للاستغراب، ووضع علامات الاستفهام، حول المعادلة أو الخلطة السرية التي تمكنه من التوفيق بين كل اللجان.

بما فيها من مهام ومسؤوليات؟، وأنا هنا لا أنتقص من قدر هؤلاء، بل أشد على أيديهم نحو العمل والمشاركة، بشرط أن تتبع كل تلك العضويات مخرجات إيجابية، تحقق الغرض الرئيس من تشكيل كل تلك اللجان، وألا تكون المشاركات شرفية، كمجرد تسجيل حضور والتقاط صور تتداولها وسائل الإعلام.

وكل ما أتمناه، أن تقوم المؤسسات المعنية بمراجعة كل تلك اللجان، وحصر أسمائها، وتقييم أعمالها، وهي الحلقة التي أثق أنها غائبة عن (معظم) المؤسسات، وهذه بالذات، يجب أن تكون نقطة الانطلاقة، في تشكيل أي لجان جديدة، والتي يجب أن تبنى على مخرجات الأفراد للمهام التي أسندت لهم، ولنبتعد عن المجاملة في التشكيل.

ولنقضِ على مقولة (ما في هالبلد إلا هالولد)، فالإنسان طاقة، وليس شبكة عنكبوتية، تمتد خيوطها في جميع الجهات، وكأن رياضة الإمارات، لا يمكن أن تتحسس الطريق بدون هؤلاء، وللعلم، فقد انتهت نظرية تخمة السير الذاتية، بعدد اللجان والعضويات.

وتحولت بوصلة القبول إلى مخرجات تلك اللجان، وليس أسمائها أو أعدادها، وهذه الثقافة بالذات، نريد تعزيزها في مؤسساتنا الرياضية، ومن وجهة نظري، أرى أن الفرصة متاحة في ظل وجود قيادات رياضية، تؤمن بفكر الإبداع والكفاءة.

لذا، يمكننا القضاء على فكرة التسابق واللهث وراء المناصب لمجرد الوجود، فكم من مشروع فشل، وكم من لجنة شكلت، كان مصيرها النسيان، بسبب أفراد كان همهم الأول العضوية، وليست الإنتاجية.

همسة: «أعشق ترابك يا وطني، وستبقى الإمارات قوية وشامخة بإذن الله، وهذه الأحداث لن تزيدناإلا ثباتاً وولاء وانتماء».

Email