كل حين

خطوة مهدي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يختلف اثنان على أن شخصية مهدي علي شخصية رياضية مهنية قيادية تجمع كل مواصفات ومقومات الإدارة الفنية الإيجابية المحترفة، بداية من المؤهلات العلمية والعملية الرياضية والهندسية والتنفيذية، وأعتقد بأن هناك الكثير غير ذلك، وبالتالي هو كيمياء خاصة متعددة ومتنوعة العناصر، والتي تفاعلت وأنتجت لنا شخصية تدريبية استثنائية..

وهذا مكسب كبير للوطن وكنز ثمين لكرة القدم الإماراتية، ولهذا أرى أنه من غير المتوقع، بل في تقديري من غير المفترض أن نرى غيره يقود دفة المنتخب الأول، ولا ننسى أن هناك العديد من المدربين العالميين يستمرون في تقديم خدماتهم لسنوات عديدة دون تغييرهم، وبغض النظر عن نتائجهم، وذلك لأنهم وباختصار هم بمثابة أصول رأسمالية بشرية لا تقدر بثمن استناداً إلى قدراتهم وجهودهم وقراراتهم، وتظل النتائج دائماً ليست بيدهم..

وسيظل مهدي علي يزداد خبرةً وبريقاً وحنكةً وحكمةً، أراه جاداً جداً وأراه مجدداً وأراه حاذقاً، وأراه متواضعاً، وأراه إنساناً، قد يخطئ ولكن سهواً وعارضاً، وليس متأصلاً، وهنا الفارق. التدريب في كرة القدم ليس أرقاماً فقط وحسابات مدققة، التدريب في كرة القدم أرقام مع توقعات واحتمالات، وهنا تأتي الحسابات الورقية، وكذلك القراءات الذهنية بالإضافة إلى الفراسة الشخصية.

وأعتقد عند مهدي علي تجتمع خبرة اللعب في المباريات مع علوم الهندسة والإحصائيات، ويجمعها حب علم الوطن والإمارات، وأعتقد بأن عدم الفوز في مباراة أو حتى عدم التأهل والظفر ببطولة لن يغير من الثوابت ومن القيم، ولكن كل ذلك هو خطوة فقط في مسيرة مهدي التدريبية، ولا يزال شاباً في سلك التدريب، وسيكون سفيراً للوطن في هذا المجال من خلال خطواته المستقبلية المقبلة.

وهو يعلم جيداً أن للإعلام دوراً أساسياً ومؤثراً في النواحي المعنوية، وأحياناً في النواحي المهنية، ولهذا لا يخطو مهدي خطوة إلا ووضع للإعلام اعتباراً، ويظل مهدي فطين، هو يعرف الغث من السمين، ولا تهويل ولا تهوين.

وبعد نزهة تيمور قال مهدي إننا أنجزنا خطوة وتبقى لنا ثلاث خطوات، وهذا صحيح، هي خطوة وثلاث نقاط ثمينة، ولكنها لم تكن مباراة ولا حتى تقسيمة، هي أقرب إلى أن تكون حصة تدريبية، ولهذا هي مجرد خطوة تجديد في الدماء، وكذلك في الفكر والدهاء، والمهم أنه إذا كانت تيمور خطوة، فإن ماليزيا قد تحتاج إلى أكثر من خطوتين، ولاحقاً بعد عدة أشهر قد نحتاج في مباراة فلسطين إلى أكثر من ثلاث خطوات، وقد نحتاج إلى نقاط السعودية للتأهل، وقد نحتاجها للصدارة،..

ولأكثر من ذلك في الوقت نفسه، ولو أننا في المركز الثاني بعد مباراة تيمور وقبل مباراة ماليزيا، إلا أنني أرى أننا لا نزالن عند خط البداية، وبلغة الهندسة التي يتقنها مهدي علي جيداً فإن خطوة تيمور مسافتها عشرة سنتيمترات، وخطوة ماليزيا مسافتها ثلاثون سنتيمتراً، وستكون خطوة فلسطين مسافتها متر كامل، وأما خطوة السعودية فهي حالياً غير قابلة للقياس، وذلك حتى إشعار آخر عندما تقترب المسافات وتتسارع الخطوات.

Email