كل حين

بلاتر وبلاتيني

ت + ت - الحجم الطبيعي

ستلاحظون أن هناك تشابها وتقاربا واضحا في الاسم، أول أربعة حروف وهي أهم الحروف هي حروف متماثلة ، أي أن العلاقة المبدئية قوية ، وفي تقديري تعني أن الطريق واحد والهدف واضح ، وحروف أخرى متبقية وهي قليلة ومختلفة ، أي أن هناك اختلافا في الغاية النهائية ، وفي تقديري أن هذا يعني أن هناك مفترق طرق ولكن بدون ملامح.

بلاتيني شخصية قوية على قمة كرة القدم الأوروبية ، شخصية تأسست في الملاعب ، خبرة ميدانية وحنكة إدارية ، وعفوية فطرية ولكن باحترافية وبدون تلاعب ، في القارة العجوز لا يوجد مكان للرموز ، النظام أولا ًوأخيراً ، وبدون الكرة الأوروبية لا توجد جدوى للكرة العالمية ، ولهذا كان يسعى إلى قيادة قمة «فيفا»، والتطوير دائماً يأتي من القمة وهي مكمن العقل ، والتنفيذ يكون بالقاعدة وهي العمل ، كانت العلاقة الثنائية قوية والتفاهم شبه استثنائي ، ولكن النوايا مدفونة والكلام محسوب وانتقائي.

وبلاتر شخصية قوية على قمة كرة القدم العالمية ، شخصية تأسست في أروقة فيفا، خبرة علمية وعملية وحنكة سياسية ولغات وعلاقات دولية ، وعفوية تعمدية وباحترافية ولكن خارج الملاعب ، وفي كل بلاد هناك فرصة للحصاد وأيضاً للفساد ، قبل الدورة الانتخابية السابقة كانت اللعبة سياسية واستعراض عضلات وانفراد بالانتخابات ، وفي ذات الوقت كان بلاتر قد تمسك ووعد العالم بأنها الأخيرة حتى تمكن ، بلاتر أخلف وعده وقرر الاستمرار وقطع الطريق على بلاتيني وبدون اعتذار وباختصار بلاتيني تردد فلا توجد فرصة للانتصار.

الكرسي مغر كنت بلاتر أو كنت بلاتيني، أصبحت «فيفا» في قبضة بلاتر وأمسى العالم في قبضة «فيفا»، وما على بلاتيني إلا الصبر ، بانتظار موت بلاتر أو انقلاب السحر على الساحر، تكتلت أوروبا ولكنه تكتل مفكك ، وتقدم منها أكثر من مرشح ، لمنافسة من؟ لمنافسة بلاتر ، هذا مستحيل فقد فشل فيها سابقاً من هو مدعوم وشاطر ، وبلاتر هذا ساحر ، لديه سرعة بديهة ولكل مشكلة لديه مخارج ، ولا توجد أية معركة خرج منها خاسرا.

أما الأمير علي فهو عربي ، وليس لديه ما يخسره ولو خسر فإنه لن يحزن ، ولهذا استمر ومن ثم انفرد بالمنافسة ، ولو كانت المنافسة مطلقاً غير متكافئة ، الأردن دولة صمود ولكن ابن الحسين لم تكن لديه أية فرصة ، ولو جاءه المدد من أمريكا من خارج الحدود ومن كل من هو للساحر بلاتر عدو لدود.

بلاتر يمرض ولا يموت ، وبعد كل حدث وجولة يظهر من جديد وبقوة ، وبالرغم من المفاجأة وهي أم المفاجآت. وفقط قبل يومين من الانتخابات ، كانت هناك مداهمات واعتقالات ومن ثم تصريحات وتحركات ، لا أدري هل هي لعبة كرة قدم عالمية أم لعبة سياسية ومالية؟

وعاد بلاتيني للحياة وإذا لم يتم الانقلاب الآن، فلن تكون هناك فرصة أخرى في قريب الزمان ، ولا يوجد إلا علي بن الحسين، وهو الأفضل والأولى من بين المرشحين الاثنين، ولكن التاريخ كله لصالح بلاتر ، الخبرات والإمكانيات واللغات والعلاقات والاستراتيجيات ، وهذه منافسة غير متوازنة ، وكانت كلمة الأمير هادئة ومباشرة وتكاد تكون فاترة ، ولكن كانت كلمة الرئيس عاطفية وذات جاذبية وأغلبها ارتجالية ، ولو كان الكثير ضد بلاتر إلا أنه وباختصار لم يكن ابن الحسين قادرا، ومع ذلك حصل على نسبة أصوات عالية وتمنحه الحق في جولة ثانية ، إلا أنه أنسحب وكان هذا عين العقل ، وعلى بلاتيني أن يبحث من جديد عن حل.

Email