كل حين

الكأس فوق الرأس

ت + ت - الحجم الطبيعي

الكأس والناموس رمز للنصر، والرئيس والعلم رمز للوطن، كأس رئيس الدولة، دولة الإمارات العربية المتحدة، أغلى الكؤوس ستحمل على أعلى الرؤوس في الثالث من يونيو القادم، فمن سيكون له الشرف؟

بدأ دور الستة عشر، وهذا عدد كبير، جمع الفريق الصغير مع الفريق الكبير، بدأت الجولات الحاسمة للكأس في أيام حارة، وستنتهي في أجواء أكثر حرارة، طقس حار وفريق سيتجرع الخسارة، ومنافسة حارة، وفريق بطل بجدارة، وباختصار، ستتسابق حرارة الجولات مع حرارة الدرجات، وكل ذلك فقط في سبيل الكأس، وهذا يكفي لأنه تاج الرأس.

وقبل ذلك، ومن الناحية التنظيمية، فإن الجميع متفق أن بطولة الكأس، والتي تبدأ من دور الستة عشر، بعد انتهاء الدوري العام، ليس لمصلحة أحد، إنهاك حراري مع إنهاك عضلي، وقبله إنهاك معنوي، ومعه إنهاك إداري، فالموسم الكروي في نهايته والموسم الصيفي في بدايته، وهنا، لا نحتاج إلى إبداع في الاقتراح، والممارسة العالمية المثالية هي انتهاء تصفيات الكأس قبل نهاية الدوري العام في الجولة الختامية، كما أن ملعب المباريات يتحدد بالقرعة، هو في دولة الإمارات يعتبر بدعة، وليس كل المنتجات الغربية صالحة للاستخدامات العربية، دبا الفجيرة في ملعب العين، ودبي في ملعب الوحدة، وكلباء في ملعب الأهلي، وعجمان في ملعب الجزيرة، لا شك أنها قرعة ظالمة، ليس لها أساس ولا فائدة، وأقترح أن تكون المباراة في ملعب الفريق الأضعف، وفقاً لترتيب جدول الدوري في حينه، أو وفقاً لدرجة كثافة جماهيره، كما أن نظام المنافس محدد سلفاً يفتقد المتعة، وقمة التشويق أن تكون بعد كل جولة هناك قرعة، عام 2015 عام الابتكار في دولة الإمارات، ونأمل أن تحظى كرة القدم بحصتها من الابتكارات.

وبدأت المباريات، والمسافة بين دبا والعين شاسعة، وخمسة أهداف خفيفة وكافية، وتفوق دبي على الوحدة، يؤكد أنهم أسود، ولو أنهم لم يحالفهم الحظ في الصعود، والأهلي على ملعبه، هي مباراة على كلباء صعبة، وسقوط سابق وخروج لاحق، والبركان دائماً في الجزيرة له مكان، وفي الجزيرة انفجر عجمان، وبني ياس استفاد من الأرض، وسيطر على الوصل بالطول وبالعرض، والظفرة بعد رحلة طويلة، مسافة وركلات ترجيح، حقق مراده وتخطى الفجيرة، والشباب خمسة والإمارات اثنان، نتيجة واضحة من الطيور الجارحة، وفي مباراة متعادلة، النصر فاز وتجاوز الشارقة الملك، ملك الكأس.

انتهت جولة وباقي جولتان، والوجود في مدينة زايد باقي له خطوتين، ويبدو لي أن الطريق الأول هو طريق سالك، وهو طريق الأهلي، وهو مفروش بالورود، ولو أن المنافس فارس أو المانع بركان، وربما في الطريق أسود، أما الطريق الثاني، فهو طريق سريع وخطر ومزدحم، ومن الصعب ترشيح من سيكون المتقدم، وبطولة الكأس من أصعب المنافسات، إما خروج أو إلى الأمام خطوات، لا يوجد دور ثانٍ ولا تعادلات، كما لا توجد تأكيدات ولا توقعات، فقط احتمالات ومفاجآت، وهناك من يفضل بطلاً جديداً، ويقول هذا أفضل لكرة الإمارات.

Email