أضواء المظاليم

ت + ت - الحجم الطبيعي

خمد وسكن البركان وسقط وسكت عجمان ، ولكنه يظل مشعاً ومتوقداً فاللون البرتقالي ليس فقط لون النادي ، ويظل عجمان بركانا نشطا وسيثور من جديد وقد يثور إلى الأبد ، وقبل قفال النواخذة في دبا غربت شمس كلبا، وقد غربت مبكراً جداً والسبب أن النمور كانت وديعة وكانت صيداً سهلا ً..

وتظل مدينة كلبا تزخر بالمواهب وبحرها غنيٌ بالكنوز ، هكذا كانت دائماً والنادي قريباً سيعود ، وبصفة عامة فإن هجرة المواهب لها العديد من المكاسب ، وهي السبب في الكثير من المصاعب وهي سلاح ذو حدين . وستظل أندية قاع المحترفين تتأرجح بين الدرجتين ، ويظل دوري المحترفين يحتاج إلى إستراتيجية قوية إستثنائية ، وبلاشك موازنة مالية تنافسية .

دبا الفجيرة والشعب ودبي وهي أندية الدرجة الدنيا أبدت نواياها منذ بداية الدوري للعودة نحو الدرجة العليا، وكانت تصعد بقوة ولياقة نحو القمة وتتبادل المراكز ، ويتصاعد الأداء مع تطور الحوافز ، وكانت كل المباريات الأخيرة هي مباريات كؤوس وكأنها نهائيات ، ولا فرصة لالتقاط الأنفاس ، وليس المهم المركز الأول ولكنه ضمان واحتياط ، وهذا ما سعى إليه دبا الفجيرة بتميز واقتدار ، لم ينظر إلى الخلف ولم ينظر إلى الأرض، نظر إلى الأمام ونظر إلى السماء وإلى البحر ، هذا لون النواخذة وهذا ميدانهم ، ومبروك عليهم الصعود ويستاهلوا.

والمهم عدم التفريط في الفرصة الثانية ، ولهذا كانت الجولة قبل الأخيرة حامية ، ثار الشعب وقفز بعدها إلى المركز الثاني وهو الذي أراد الحياة ، ويقول إنه مضطهد بالرغم من أنه مجتهد ، وكانت الأمتار الأخيرة سريعة وعنيفة وعصيبة وربما عصبية واستثنائية ، وبلاشك مشوقة وممتعة وخاصة بالنسبة للمحايدين من المتفرجين والمهتمين ، وقد انتهيت من كتابة هذا المقال قبل أن تبدأ مباريات الجولة الأخيرة وهي الحاسمة ، وقد كان التنافس بين دبي والشعب في داخل وخارج الملعب ، ومبروك للصاعد وما صعد إلا بعد جهد وتعب ، ولكن لا يكفي الصعود إلى الأضواء، والمطلوب الصمود للبقاء ، فلا مكان للضعفاء مع الأقوياء.

وبقية الأندية استسلمت مبكراً وتأثير بيئة الاحتراف يبدو واضحاً ، دبا الحصن والعروبة والخليج تتراجع سنوياً ، وتكاليف العودة مرهقة إدارياً ومكلفة مادياً ، وحتى حتا الرابع حالياً يحتاج إلى الكثير ليصبح نادياً تنافسياً، ومسافي والذيد ورأس الخيمة وهي أندية الظل حالياً ، وهي ستبقى مع الأندية الأخرى تدور في فلك العبور بدون جدوى ولا إمكانيات ، ولكنها تحافظ على تحقيق رسالتها في خدمة الشباب وتحفيزهم لممارسة الرياضة والمنافسات ، وكذلك بقية الأندية والتي قد غابت بعد أن كان لها حضور ونشاط لافت ، العربي والحمرية والجزيرة الحمراء ومستقبل مجهول بلاأضواء ، وكلها أمست منسية ماعدا التعاون فهو استثناء .

وختامها مع الرمس والذي قرر إعادة هندسة النادي ، وهذا بُعد نظر من الإدارة وهو تخطيط إستراتيجي ، والبناء الجديد هو بناء من حديد ، وتأسيس القواعد هي مصدر قوة المصاعد ، فهل الرمس سيعود ؟ وهل سيكون إسما على مسمى ؟ لقد كان الرمس مقبرة أندية نخبة الدرجة الأولى في الزمن السابق ، كانت المباريات على ملعب الرمس معركة وقتالا ، والفوز عليه يكون نادراً وقد يكون من المحال ، وكانت طاقة اللعب والمنافسة إنتماء وولاء ولم يكن للمال أي تأثير على العطاء .

وفي الخلاصة هل المنافسات في الدرجة الدنيا قوية وصحية ومجدية، أم أنها مجرد تحصيل حاصل ..وفقط ممارسات رياضية ؟ أعتقد أننا نحتاج لتسليط الأضواء أكثر على الأندية الهاوية قبل أن تقع في الهاوية عند انقطاع الكهرباء ، و ستكون في ظلام وستظل في تصنيف المظاليم مع غياب الاهتمام المستمر بها من قبل الإعلام .

Email