كل حين

محركات كايو

ت + ت - الحجم الطبيعي

في بداية الموسم كانت الانتقادات الموجهة إلى كايو مهاجم الوصل، قوية وصريحة، وتحديداً من الجماهير، ولكن الإدارة ذات الخبرة العريقة والعميقة، برئاسة العملاق والصلب بالهول، لم تحرك ساكناً، ومنذ زمن ظلت ساكتة وما زالت ثابتة، الوصل وهو النادي العملاق أيضاً، يحتاج إلى انتشال، والرؤية تحتاج إلى خيال، والقرار يحتاج إلى رجال، وكايو ليس لاعباً استثنائياً، ولكنه لاعب إيجابي ومجدٍ مالياً، وبالتأكيد هو منتج وظيفي، أدوار متكاملة لرأس الحربة، تحركات ومناورات وأهداف متعددة وحاسمة من فنيات ومرتدات.

ولكن ما يهمني في هذا المقال، هو شخصية كايو، وذلك بعد أن قرأت مقال الزميل عز الدين جاد الله المنشور في «البيان الرياضي» الإلكتروني بتاريخ الثاني من أبريل الحالي، حاولت قراءة ما بين السطور، وهي القراءة التحليلية لما هو في السطور، وهنا تكون الفائدة مزدوجة ما بين المعلومات العادية، وهي الأصلية، والمعلومات المبتكرة، وهي المخفية.

كايو درس الوصل مسبقاً، وكما يبدو أنه درسه جيداً ومتعمقاً، درس التاريخ والبطولات، وكذلك الإخفاقات، والنادي يعاني منذ سنوات، ودرس الجماهير والتطلعات، والخلاصة دراسة متأنية وشاملة، وهنا يكمن محرك الطاقة الفكرية. وبعد ذلك قبل التحدي، بالرغم من أن المهمة شاقة ومحفوفة بالمخاطر وباحتمالات الفشل، وهنا يظهر محرك الطاقة العملية.

ويعتقد كايو أن مهمته واضحة، وهذا اعتقاد مهم للوصول إلى النتائج وتحقيق الهدف، ويعتقد أن مرحلته الأولى ناجحة، ويؤكد ذلك بالمردود الإيجابي المتحقق، وتقييم الأداء موثق بالأهداف، والثقة بالنفس كانت جلية وراسخة، والتقييم الذاتي كان محرك الطاقة الشخصية. وهو ينظر إلى المركز الرابع في دوري الخليج العربي، إن لم يكن الثالث، وهي تطلعات أعلى من الوقائع والتوقعات، وهو هدف أعلى عن الإمكانات، لا شيء مستحيل، والحلم والمثابرة هي محرك الطاقة الإيجابية.

ويعتقد كايو أن الجهود الإيجابية المبذولة بحد ذاتها واجبة، وقد تكون كافية على المستوى الشخصي، لكنها بدون نتائج نهائية ليس لها قيمة ولا معنى، كرة القدم بالنسبة للأندية هي ألقاب وبطولات، وبالتالي، تأدية الواجب لا يكفي واستهداف المركز الأول هو محرك الطاقة التنافسية. ويقول إنه من أول الواصلين للتدريب ومن آخر المغادرين، وفي هذا تميز ذاتي وإضافي، ويبدو أنه ملتزم ومتزن ومحترم، ويقول إنه يحب العمل وكرة القدم، وحب العمل هو محرك الطاقة الوظيفية.

ويقول إن مثله الأعلى هو والده، ووالده لاعب مغمور، لكنه بالنسبة له، كما يبدو، نموذج يحتذى به، ليس في المهارات، ولكن بلا شك في الشخصية وفي الأخلاقيات، وقبل ذلك في بر الوالدين، وأرى في ذلك هو محرك طاقة العلاقة العائلية. ويضيف أن ليما زميله في الملعب وصديقه خارجه، هو شخص في الغربة وحيد وفي اللغة الإنجليزية ضعيف، ولهذا هو يهتم به والمساعدة التطوعية هي المسؤولية المجتمعية، وهي محرك الطاقة الاجتماعية.

ونختم بقوله إنه لا ينظر إلى أي عروض، وتركيزه على عمله، ورغبته في استمرار علاقته مع الوصل، وأرى في هذا ولاء وانتماء وشفافية وصراحة ورغبة في العطاء، وهي كلها محرك الطاقة الذاتية.

ولا يكفي أن نتمتع بأداء اللاعب، بل يجب أن نتعلم من حياته، الرياضي الناجح في الحياة، هو مجموعة محركات، توفر الطاقة لحياة عملية ومجتمعية محترمة واحترافية.

Email