من يضحك على من؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

نحن مجموعة من طلاب ثانوية دبي في منتصف السبعينيات، ليست أعمارنا، فالجميع تقريباً ما زال في هيئة الشباب أو يتظاهرون بذلك، ولكنهم جميعاً تعدوا منتصف الخمسينيات، ومنهم من بلغ الستينيات، وهناك منا من غادر الحياة رحمهم الله، وتحديداً هؤلاء هم خريجو ثانوية دبي للعام الدراسي 76/75، بعضهم يبدو رياضياً ولائقاً بدنياً.

وكأنه في أول الأربعينيات، وبعضهم يبدو كسولاً ويكاد يكون منتهياً وكأنه في آخر الثمانينيات، ولا أعرف من يضحك على من؟ هل نحن نضحك على الزمن؟ أم الزمن يضحك على من شاخ ووهن؟

والمهم أنه يجمعنا لقاؤنا السنوي، حيث نسترجع الذكريات مع البقية الباقية من المدرسين والكتب والواجبات، وتتطرق الأحاديث إلى الحاضر وما به من تطورات وتناقضات، والرياضة تكون حاضرة وتطغى على حصص الرياضيات، وتتقدم كرة القدم على كل أنواع الرياضات.

وفي اللقاء السنوي المدرسي، تتفوق كرة القدم على الحصة والقلم، وإن غاب الطالب غراب فإن السركال الناظر حاضر وجاهز ومستعد للنزال، التقيته مبتسماً كعادته، يبدو واثقاً وقوياً، ولا شك أن قوته في هدوئه وحكمته، وبالرغم من أن الميدان كالبركان والدخان يملأ المكان، إلا أنه لا يرى أية نيران، والتساؤلات كثيرة..

كيف تتابع المنافسات والمباريات والمستويات؟ كيف تتابع المشكلات والاحتجاجات والانتقادات؟ كيف تتابع المسؤوليات واللجان والإدارات؟ كيف تتابع أصوات الجماهير والإعلام والقنوات؟ كيف تتابع أداء المنتخبات وأداء اتحاد كرة القدم في دولة الإمارات؟.

وكان الجواب بثقة وباختصار، المسؤولية.. مسؤولية وطن، وليس هناك تراجع أو اعتذار، وعلينا العمل ومواصلة العمل دون النظر إلى الخلف أو الانتظار، والتطوير يحتاج إلى تطور الجميع وتعاون واستقرار، وكرة القدم، سواء كانت في الملعب أو في المكتب، تحتاج إلى قرار، وكل قرار له صديق وله عدو، وقابل للنقد وللحوار، وقلت لا أعرف من يضحك على من؟ هل يضحك السركال على كرة القدم؟ أم كرة القدم تضحك على السركال؟

 

 والمشكلة أننا جميعنا تقريباً بوجهين، وربما بعضنا بأكثر من اثنين، وذلك غالباً في معظم الحالات والمناسبات والأوقات، وكذلك مع معظم المشكلات والشخصيات، ولا نعرف متى وأين وكيف ومن ولماذا وماذا؟ ويختلط الذكي بالغبي، والعاقل بالجاهل، والخبير بالغفير، والمخلص بالمفلس.

وبالطبع، تكون النتيجة أن يختلط الحابل بالنابل، وفي المقابل، لا تكون هناك نتيجة ولا مقابل، وفي كرة القدم مربط الفرس هم الحكام، ومنا لهم كل التقدير والاحترام، وعليهم مواصلة العمل باستقلالية والتطور الذاتي والالتزام، والأخطاء واردة.

ولكن المهم هو الاعتراف مع النفس والاحتراف، وعدم الانحراف أو الانجراف، عليكم الثبات والنظر إلى الأمام، وعدم الاكتفاء بالنظر إلى الأقدام، ولا توجد أحلام بدون آمال وآلام، ومن منكم يتأثر بالكلام، فنقول له مع السلامة وعليكم السلام، لا نريد من العوام أن يترصد خلف الحكام، ولا نريد أن يكون للحكام خوف من الإعلام، ومن الطبيعي جداً أنه لا يوجد نادٍ راضي، النادي دائماً هو نادٍ رياضي، والرياضة عملة بوجهين.

وهي مثل الإدارة، فالإدارة قرار باحتمالين، قد تصيب وقد تخطئ، والمهم النية والجهد وعدم العمل بميزانين، وحكام كرة القدم مجرد مثال، وإلا فإن في مجتمع كرة القدم الكثير من الأمثال، ولهذا نقول من يضحك على من؟ هل يضحك النقاد على المجتمع؟ أم المجتمع يضحك على النقاد؟

سنوات وليس هناك أي تأثيرات أو تغييرات، فهل هناك أساليب بديلة وحكمة ومفاوضات؟ أو ننتظر ما هو قادم في الانتخابات، وهل حينئذ سيكون هناك جديد ومستجدات؟ ولا شك أن الناظر إلى النجوم يختلف عن الناظر إلى الغيوم، فمن يضحك على من؟ هل الناظر يضحك على الطالب؟ أم الطالب يضحك على الناظر؟.

Email