ثلاثي الأبعاد

سيلفي

ت + ت - الحجم الطبيعي

 بدأ العد التنازلي لبطولة كأس الخليج العربي التي ستقام في السعودية، برغم إحــساس الجميع بأن موضوع تشفير البطولة، وإدارة ملف بيع حقوق النقل بطــريقة دراماتيكية، بعد فوز إحدى الشركات الإيطالية وتدعى »سيلفا«، وتحديد قائمة »المنيو«..

وتفصيل أسعارها حسب أهوائها، وتأكيد مبدأ البرجوازية الذي عاشته القارة الأوروبيـــة في القرنين الخامس والسادس عشر، بطريقة تدعو لرسم أكثر من علامة استفهام حول تصنيف القنوات الرياضية الخليجية، بوضع العـــراقيل المتعمدة، ما يدعوني للمطالبة بتغيير اسم الشركة إلى »سيلفي«، ووضع رؤية ورسالة للشركة تتمحور حول »نفسي أولاً«، ولتضــرب بالقيم عرض الحائط.

فمن يستلذ بالجانب السلبي لمفهوم البرجوازية التي تلتصق التصاقاً مباشراً بالأزمات، وهذه حقيقة تاريخية، فإننا نجدها اليوم حاضرة في بطولة هدفها الأسمى لمّ الشمل وتوثيق علاقات التآخي بين أبناء الخليج الواحد، ولكن، مع الأسف، هذا الشعار الذي تغنينا به سنوات طويلة، نجده اليوم يأتي متأخراً خلف معايير الاستحواذ والاحتكار والتسويق والأموال.

واسمحوا لي هنا ألا نلقي اللوم على شركة سيلفي، فهي شركة هدفها في المقام الأول الربح، مهما كثرت الأقاويل بأنها شركة بالباطن، وإن كنت لا أستبعد ذلك، ولكن اللوم لا بد أن يقع أيضاً على القائمين على البطولة والاتحادات الخليجية لكرة القدم التي لا نسمع لها صفيراً إلا في ظهور الخلافات والصراعات، فأين هم خلال الفترة الماضية؟

ولماذا لم تسع لوضع حد لـــهذا المسلسل المكسيكي الممل؟ ووضع نقطة في نهاية سطر القيمة المالية لبطولة عشقناها منذ الصغر.

ولكن، مع الأسف، دخول بعض الملوثات من الباب الخلفي عكّر نقاء وصفاء أهدافها الجميلة التي لن يستوعبها أصحاب العقول النقدية، لذا يجب أن تكون هناك وقفة جريئة من أصحاب الوطنية والولاء الخليجي الذين يقدّرون تاريخ الآباء والأجداد، بوضع حد لهذا التآكل الذي ينتظره البعض..

ويترقبون اليوم الذي تعلن فيه البطولة وفاتها، ولكن هــيهات، فما يربط أبناء الخليج الواحد أكبر من لعبة كرة تركل بالأرجل، فهي علاقة دم وصلة تسري في شرايين أبناء الصحراء، ومهما بلغت الخلافات سنظل روح في جسد واحد، ولتهنأ الشركة الإيطالية سيلفي ومن خلفها بأموال بطولة الخليج، وليفهموا أن ما يربطنا أكبر بكثير من دولارات ستملأ خزائنهم.

انطلاقة »بيضنا« في البطولة ستكون في اليوم الثاني بمواجهة المنتخب العماني الشقيق، إذ سترسم نتيجتها خريطة التأهل للدور الثاني، في مجموعة أعتبرها »حديدية«، ولكن بروح الأبيض الشاب، وخبرة اللاعبين، وبكفاءة الجهاز الفني، ودعم الجمهور الإماراتي الوفي، ستتحقق الأماني إن شاء الله.

همسة:

" عيشي بلادي عاش اتحاد إماراتنا...«"

Email