ثلاثي الأبعاد

»القيادات الورقية!«

ت + ت - الحجم الطبيعي

*تسعى كل المؤسسات إلى التميز وترجمة خططها الاستراتيجية وتحقيق أهدافها للوصول إلى غاية رسالتها التي وجدت من أجلها، ولكن تتفاوت درجات الإنجار ما بين المثالية، وأقصد هنا التميز في مخرجات تلك المنظمات، وما بين الوسطية وتتهاوى نتائج البعض إلى ..... بطريقة تدعو للشفقة وتعكس أداء أفراد تلك المؤسسات التي تسير بالبركة.

ومؤسساتنا الرياضية بما فيها الاتحادات والجمعيات واللجان ليست بمعزل عن جميع النظريات التي يعترف بها جميع المثقفين والخبراء والمتخصصين حول العالم والذين يرددون أفكار القيادة المؤسسية والفكر الاستراتيجي والتميز المؤسسي وتفويض الصلاحيات والتمكين الوظيفي وغيرها من المفاهيم التي لا تجد آذاناً لدى بعض الفطاحل من المسؤولين الرياضيين في (بعض) الجهات، فهم لا يؤمنون بكل ذلك أو بالأحرى لا يستوعبون طبيعة العمل المؤسسي المنظم الذي يقوم على روح الجماعة وليس على نظرية أنا وبس!

ففي الوقت الذي نجد فيه قياداتنا السياسية تؤكد على زرع وتطبيق جميع تلك المفاهيم في جسد كل مؤسساتنا الحكومية نجد بعض المسؤولين يضعون كل إخفاقاتهم في عباءة الموارد المالية الذي اعترف بأهميتها ولكن لو تمعّن البعض لوجد أن هناك أسباب أخرى كثيرة وللأسف أنها بيدهم، فتطبيق معايير الحوكمة من شفافية ومسؤولية ومحاسبة أعتقد أنها لا تحتاج لموارد مالية والتي لو وجهت لتطبيق تلك المفاهيم لكان الحال أفضل، كما أن عدم تمتع بعض المسؤولين بمهارات قيادية أجد أنها سبباً رئيسياً في ندرة أو انعدام الإنجازات فعندما يكون القائد عدواً للنجاح وللتميز لدرجة تصل إلى إبعاد المتميزين خوفاً على كراسيهم التي يحرصون عليها ويطبقون لها كل نظريات الاستدامة للبقاء عليها أطول فترة ممكنة ولو على حساب الصالح العام، أجد أنها مكمن المشكلة الرئيسي فلا نتوقع أية إنجازات في ظل وجود مثل تلك العقليات التي هدفها القيل والقال أكثر من الانتاجية وتسعى للفلاشات والتصريحات التي يحفظون كلماتها أكثر من فهمها واستيعابها... الله المستعان.

*لذا أطالب القيادات الرياضية الأخرى المتميزة التي نفتخر بها جميعاً ونتشرف بتواجدها بيننا إلى فتح ملف تقييم كل المسؤولين الرياضيين بطريقة علمية فهذا هو الحل الأول والوحيد، فقد تتوافر الموارد ولكنها قد تضيع بلمحة عين... فكيف بالله عليكم ننشد النجاح مع أشخاص شعارهم الأول أنهم (أعداء التميز). وللعلم بمجرد أن تقوم القيادة على نظرية الإقصاء فلا يمكن القول سوى على الدنيا السلام.

*لست متشائماً ولكن هذا هو الواقع الذي يجب مواجهته إذا ما أردنا لرياضتنا الرقي وكفانا مجاملة لأشخاص كان كارت مرورهم الوحيد هو (الباراشوت)، لذا أجدد ثقتي بأن الحال لن تدوم طويلاً في ظل وجود قيادة سياسية وكوكبة من القيادات الرياضية التي تؤمن بنظرية الرجل المناسب في المكان المناسب.

*همسة: »باختصار تميزنا سيتحقق بتطاير بعض القيادات الورقية!«.

Email