ثلاثي الأبعاد

«كلاكيت عاشر مرة!!»

ت + ت - الحجم الطبيعي

 بانتهاء الموسم الكروي بأفراحه وأتراحه، بدأت مجالس إدارات الأندية الرياضية رحلة الاستعداد من الآن لتدعيم صفوفها بلاعبين مميزين سواء أجانب أو مواطنين، حيث لا يكاد يمر علينا يوم واحد إلا ونقرأ أو نسمع عن رغبة نادٍ في التعاقد مع لاعب معين، ومن ثم يسارع النادي الآخر بنفي الخبر أو التصريح بأن لاعبينا ليسوا للبيع، وهذا شيء جميل ويحسب على إفرازات منظومة الاحتراف التي تتيح للجميع البحث عن كل ما يدعم تواجدهم في الموسم المقبل.

ولكنني كنت أتمنى من معظم الأندية قبل الإبحار في معترك التنافس على (الدرر) في ساحتنا الرياضية أن تبادر بالبحث عن الأسباب الحقيقية للإخفاقات التي أدت إلى عدم تحقيق إنجاز، أو ما وراء التقهقر في ترتيب الدوري العام، وتوقعت الجلوس مع بعضهم البعض ومع جماهيرهم لتفنيد كل نقاط الضعف التي تلم بمؤسستهم الرياضية بأريحية وشفافية..

وأن تعترف مجالس الإدارات بأخطائها لأن هذه الخطوة من وجهة نظري تمثل البداية المثالية للاستعداد بكل قوة للموسم المقبل، وصدقوني أنها أهم من التحضير للمعسكرات الخارجية التي سيتم اعتمادها لأن التجارب أثبتت أن تأثير القيادة ينعكس مباشرة سواء بالسلب أو الإيجاب على كل أركان المؤسسة الرياضية، لذا فلا حرج من الاعتراف بالخطأ لتصحيح المسار وفتح صفحة جديدة في العلاقة لتحقيق الإنجازات.

ولن أكون متشائماً، فلعل وعسى يغيّر الله ما بقوم، ولكن بشرط أن يغيروا ما بأنفسهم فكفانا شعارات ترفع قبل بداية كل موسم بالمنافسة والصراع، والتي للأسف أراها قد بدأت مبكراً بتصريحات قوية من البعض تتمحور حول المنافسة على كل البطولات، مما يدعو للتساؤل حول واقعية هذه التصريحات ومدى مصداقيتها مع يقيننا بأن الجميع يسعى للتنافس والحصول على البطولات وتطويق الميداليات وحمل الدروع، ولكن السؤال الأصعب هل راجعت الإدارات نتائجها وهل قامت بعمليات التحليل والتقييم؟ ربما، والإجابة لدى أهل مكة الذين هم أدرى بشعابها.

ليعلم الجمع بأن الجماهير والشارع الرياضي على قدر كبير من المعرفة والإلمام بصغائر أمور الرياضة لذا فلن تنفع معهم (الكلاكيتات) ولو بلغت عاشر مرة لأن التجارب السابقة تركت إرثاً كبيراً لا يمكن للجماهير نسيانه أو تجاهله، فإذا ما أرادت الأندية تعزيز العلاقة معهم فعليها بالمشاركة وطرح المشكلات وتحمل المسؤولية والعمل بروح الفريق الواحد إذا ما رغبوا بانطلاقة قوية.

لذا فعلينا الانتظار وترقب المستقبل الذي أكاد أجزم أنه سيكون شبيهاً لسابقه إلى حد كبير إلا ما ندر، والسبب واضح هو إيمان (بعض) مجالس الإدارات بأن الشعارات الرنانة جسر عبورهم، وتناسوا بأن تلك الشعارات نفسها ستكون نهاية تواجدهم.

 

همسة: «التوقف عن الكتابة جميل ولو لبرهة من الوقت!!»

Email