كل حين

يوم بدون كرة قدم

ت + ت - الحجم الطبيعي

على وزن دوام بلا مركبات، وهي المبادرة، التي أطلقتها بلدية دبي، وشاركت فيها لهذا العام 61 جهة، التي تهدف إلى تسليط الضوء ولفت الانتباه إلى أهمية الاهتمام بالمواصلات العامة والجماعية في منظومة وسائل الانتقال والمواصلات في المدن المتحضرة والمتطورة، وما لذلك من عوائد وفوائد إيجابية ومتعددة ومتنوعة على المجتمع بصفة عامة.

وفكرة المبادرة تمثل استراتيجية مهمة في توعية المجتمع بالمجالات والأنشطة، التي قد تكون مهملة مقارنة بجدواها أو مقارنة بالأنشطة المنافسة لها، خلال هذا اليوم يستغني الجميع بما فيهم كبار العاملين عن مركباتهم الخاصة، ويتم استخدام المواصلات العامة، مثل الحافلات والقطارات، ولا شك في أن يوماً واحداً، بل هي سويعات شكلية وتوعوية أكثر من أن تكون تحفيزية وعملية.

لا يمكن لها أن تحقق الأهداف المنشودة والمثمرة، والموضوع يحتاج إلى استراتيجية أكثر فاعلية من الناحية التخطيطية والتطبيقية ولتحقيق أقصى الأهداف على المنظور القريب، وهذا مثال ينطبق في كل مجال بما في ذلك الرياضة.

كرة القدم محبوبة مثل المركبة الخاصة، ولهذا المواصلات الجماعية مظلومة مثل الظلم الواقع على الألعاب الأخرى، مقارنة بما تحظى به كرة القدم، بالرغم من عدم جدوى كرة القدم في الدولة تسويقياً وتنافسياً وأولمبياً، فإنه عند الإطلاع على مختلف وسائل الإعلام المقروءة والمرئية وغيرها، نجد أنها كلها تقريباً كرة قدم بصورة شاملة وتفصيلية ومباشرة.

وحتى بصورة غير مباشرة، وبما في ذلك مثل هذا المقال، وبالرغم من أن التغطية الإعلامية للأنشطة الرياضية الأخرى ملحوظة، وتأخذ حيزاً مناسباً من المساحات فإنها لا تحظى بالعناية المناسبة والمؤثرة إلا نادراً، وربما فقط عندما تكون عالمية أو نهائية ويكون الاهتمام بها لحظياً، وليس مستداماً، وهذا واقع ليس من السهل تغييره ولا يمكن تغييره لأن كرة القدم تظل اللعبة الشعبية العالمية.

وهي معشوقة الجماهير بما فيهم الرياضيون من الألعاب الأخرى، إلا أن هناك فجوة واضحة بين كرة القدم والألعاب الأخرى في دولتنا، ليس الفجوة الإعلامية فحسب، فهي قد تكون منطقية ومقبولة، ولكن المقصود الفجوة الاستراتيجية والاحترافية، فالفجوة شاسعة وواسعة بداية من الموازنات المالية والعناية الإدارية إلى التغطية الإعلامية.

ولكن عندما نأتي إلى النتائج في المنافسات الخارجية والعالمية نجد الكفة ترجح بسهولة متناهية لصالح الألعاب الأخرى الفردية والجماعية، ألعاب رياضية متعددة، ومتنوعة تنشط في ميادين الملاعب، ألعاب نستطيع أن نطلق عليها العديد من الصفات والحالات، فهي الألعاب المنسية والشهيدة والفقيرة.

ومنها الألعاب الراقية والجميلة والواعدة والجديدة، من الفروسية، وهوكي الجليد، والرماية إلى ألعاب القتال وتنس الطاولة، ومروراً بألعاب القوى والسباحة والأخرى كثير، ألعاب مشهورة وفي ذات الوقت هي مغمورة، ومع ذلك فهي التي ترفع علم الإمارات في الكثير من المنافسات.

والأرقام لا تكذب والإحصاءات موثقة ومتوفرة لدى اللجنة الأولمبية الإماراتية، بالرغم من أن التقرير الفني للجنة للدورة 2009 إلى 2012، يشير إلى نتائج خجولة جداً ومؤشرات سلبية في المجمل، والدورة الحالية تكاد تنتصف في طريقها إلى أولمبياد 2016.

فهل نبدأ باستراتيجية المواصلات، لنصل إلى نهائيات المنافسات، ونرفع فرص الفوز بالميداليات؟ وما الرياضات التي تحقق أفضل الاحتمالات؟ ما نقاط القوة في الكفاءات الرياضية لشباب دولة الإمارات؟ هل نستطيع الإجابة عن هذه التساؤلات استراتيجياً وإدارياً وفنياً وإعلامياً؟ وهل يمكن أن تكون الصفحة الأولى أحياناً مخصصة ومحتكرة للألعاب الأخرى فقط؟ أو أن يكون لها عمود خاص بها ؟ أو حتى يوم إعلامي كامل خاص بها؟،من سينصف الألعاب المثمرة ؟

Email