«ليتعاطوا المنشطات»

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ندوة من المفترض أنها تعالج أو تسعى لمعالجة آفة خطيرة تغلغلت في رياضتنا الإماراتية لتستهدف شبابنا من الجنسين ألا وهي المنشطات فرغم ضغط عمل الأسبوع الماضي بالذات إلا أن عنوان الندوة وموضوعه جذبني فهو حول "مكافحة المنشطات في الرياضة للقيادات الرياضية العليا في الدولة" فكنت أول المتقدمين لأحجز مقعد لي نظرا لأهمية القضية المطروحة.

ولكن للأسف كم كنت حزينا وأنا ألتفت يمينا ويسارا لأجمع عدد الحضور من القيادات الرياضة لأكتشف بسرعة بأن 85% من قيادات الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة منظم الحدث بحضور أمين عام مجلس الشارقة الرياضي وأمين عام مجلس دبي الرياضي في حين غابت القيادات الرياضية الأخرى من الاتحادات والجمعيات واللجان والأندية الرياضية في مشهد يدعو للحيرة والحسرة في نفس الوقت!!.

وبالعودة للندوة فليسمح لي مسؤولو لجنة مكافحة المنشطات بأنها جاءت فقيرة من حيث المحتوى فما تم استعراضه في المحاضرة هو مجرد سرد تاريخي لنشأة اللجنة وتطورها عبر الزمان والعصور وصولاً إلى يومنا هذا، وكم كنت أتمنى أن تكون الندوة بأسلوب استعراض حالة معينة سواء على المستوى المحلي أو العالمي منذ بداية اكتشافها إلى وصولها لـ"الوادا" وإصدار الحكم فيها.

فالموجودون لم يكونوا بحاجة لكل هذا التسلسل التاريخي الذي انتهى بما سيتم في عام 2015 واستكمال الندوة بتقديم الدروع التذكارية لمن هم (من المفترض) أنهم ساهموا في عمل اللجنة وفي قضية مكافحة المنشطات.

واقتطع الجزء الأخير من البرنامج والمتعلق بالمناقشات والرد على الاستفسارات بطريقة رسمت علامات الاستفهام على وجوه القليلين وكم تحسرت على مجموعة من الأسئلة التي دونتها في الورقة الصغيرة كنوع من الفضول الذي كنت أتمناه أن يشبع بإجابات ولكن للأسف فمع الصورة التذكارية الأخيرة للمكرمين سقطت جزئية المناقشة (عمداً) ولا أدرى لماذا ؟!.

ولعل أهم فقرات اليوم هي كلمة أحمد الفردان الذي تحدث عن خطورة المشكلة بالأرقام والتي أختصرها بأن عام 2009 شهد حالتين إيجابيتين وفي عام 2012 تم اكتشاف عشر حالات إيجابية في تساؤل أتوقع حتى اللجنة لا تستطيع الإجابة عليه، وأما مسؤولونا الرياضيون الذين أشغلتهم الحياة في ذلك اليوم .

فأقول لهم عسى المانع الخير أو ربما أنهم كانوا يحتاجون لحقنة من المنشطات حتى يستشعروا مسؤولياتهم تجاه هذه الآفة الخطيرة على مجتمعنا، فإذا كان هذا هو الحل فليتعاطوا لكي يفهموا بأن القضية ليس مجرد حقنة بل هي سمعة بلد.

همسة : " متى سيفهم المسؤولون بأن نجاح موظفيهم هو نجاح لهم!!".

Email