من بعيد

كووورة بالشاورما

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحل علينا عيد الأضحى المبارك أعاده الله على بلادنا بالخير والوئام والاستقرار وعلى الرياضيين بالنجاح والبطولات والإنجازات وعلى الزملاء فى الإعلام الرياضى بالتميز فى تقديم الجديد شكلاً ومضمونا ًوإرضاء المتلقين بتقديم المعالجة الخبرية والرأي والطرح الموضوعي الأمين.

وفى هذه المناسبة المبهجة أتذكر تغطية لمباراة فى الدوري الإماراتي جرت قبل 21 عاما وتزامنت مع عيد الاضحى بأحد أندية دبي، وفي ذلك اليوم تفتق ذهن مدير النادي عن وسيلة لجذب المشجعين والمتفرجين فوضع منصة لبيع الشاورما أمام باب المقصورة واتفق مع بائع متخصص مقابل سعر ثلاثة دراهم للسندويتش كخدمة من النادي إلى جمهوره، وجلست أتابع المباراة المملة والخالية من الاهداف والمشوقات والمفاجآت، وبعد دقائق حلت رائحة الشاورما على رؤوس الحاضرين ودخل بعضهم يحمل لفائف ساخنة لذيذة مغرية، وهكذا لم تمض دقائق إلا وتحول المشهد إلى بائع الشاورما الذي فوجئ بالزحام يتزايد عليه أثناء المباراة.

شاهدنا المباراة ونحن نتذوق سندويتشات الشاورما ونظرت حولي فإذا الجميع يأكلون والأفواه تمضغ ونسينا المباراة تماما والتى قدمت لنا خدمة كبرى بخلوها من الاهداف مما أوقعنا فى مأزق : ماذا نكتب عنها؟ ولم اتردد فكان العنوان كورة بالشاورما، وقامت الدنيا ولم تقعد فى النادي وغضب البعض متصورا أننا ننتقد الإدارة ، وللأسف تم إلغاء الشاورما فى المباراة التالية من دون إعلان أو مبرر.

هذه الواقعة تؤكد على أن عوامل جذب المتفرجين إلى الملاعب أصبحت أكثر تنوعا وجاذبية، ويستوجب على الأندية وأقسام التسويق بها البحث عن حلول لجذب المشجعين من خلال طرح أفكار تقاوم تحوّل اهتمامات الشباب فى هذا العصر، ففي الثمانينيات كانت المدرجات في دوري الإمارات تقتصر على ما يسمى بروابط المشجعين الذين كانوا يتمتعون بمعاملة خاصة جدا فى التنقلات والوجبات وغير ذلك ، ورغم عصر الاحتراف الباهظ الكلفة حاليا يبقى الحضور الجماهيري دون المأمول فى ظل تكاثر المولات التجارية وأماكن الترفيه وتباعد الملاعب وازدحام الطرق ومصاريف سالك ومواقف السيارات وغيرها، إلا أن النجوم الأجانب وشراسة المنافسة لم تنجح فى إعادة الجماهير إلى المدرجات كما يتمنى الجميع .

وفى ظني أن خطوة تشفير عدد محدود من المباريات ربما تساهم فى تحقيق نتائج أفضل بإجبار المشجعين على ارتياد الملاعب، وفى تصوري أن تعدد المناسبات الرياضية وتزامنها بل وتشابكها فى أوقات واحدة يصعّب من مهمة جذب الجماهير. ولفت اهتمامي خلال زيارتي الحالية أن بطولة كأس العالم للناشئين تنطلق يوم 17 وبعد 48 ساعة تقام مباريات الدوري المحلي، بالتزامن مع بطولة العالم للسباحة وبعدها بأيام بطولة العالم للكاراتيه ثم بطولة القارات للكرة الشاطئية، وهو زحام شديد يحتاج إلى تنظيم وترتيب أكثر دقة.

وأعود إلى حكاية الشاورما وأتصور أن أفكار جذب المتفرجين يحتاج إلى الكثير من الديناميكية وسرعة الإيقاع وليس سندوتش شاورما، وكل عام والجميع بخير.

Email