من بعيد

كابوس المونديال

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن تجاوزا ما حدث من اتحاد كرة القدم في غانا الأفريقية، عندما طرح علانية وبصراحة تخوفاته من اللعب في القاهرة المباراة المرتقبة التي يحلم بها معظم المصريين للعبور إلى مونديال 2014، ففي تصريح لكويسي نيانتاكي رئيس الاتحاد كشف عن طلب يتم الإعداد له لتقديمه إلى جوران جورودفيتش رئيس لجنة تصفيات كأس العالم بالاتحاد الدولي، يتضمن المخاوف التي تنتاب منتخب غانا ويطالب مبدئيا بالنظر في نقل لقاء الاياب الحاسم إلى ملعب خارج العاصمة القاهرة.

نيانتاكي ادلى بتصريحات نارية إلى وسائل إعلام محلية بهدف شحن الرأي العام، ربط فيها بين ما شهدته بعض مناطق مصر من حوادث تعكير للاستقرار من جانب بقايا الإخوان المسلمين خلال احتفالات عيد السادس من أكتوبر، والتي نقلتها بامتياز قنوات إعلامية دقيقة بدقيقة، واستبق مباراة الذهاب التي ستقام في مدينة كوماسي يوم عيد الأضحى المبارك، لتصدير مشكلة تربك حسابات الفراعنة الذين تبدو عليهم بعض الثقة في الوصول إلى البرازيل.

وانتقل إلى الوضع العصيب الذي تعيشه كرة القدم العراقية، عقب الهزة العنيفة المترتبة على طرح إمكانية نقل بطولة كأس الخليج رقم 22 إلى السعودية، لعدم الاطمئنان إلى توفر الاستقرار في البصرة وغياب عوامل الأمن والسلامة، وردود الأفعال الغاضبة في بغداد والتي وصلت إلى التهديد بالانسحاب من البطولة، ومع تقديرنا للأوضاع الدقيقة التي يعيشها العراق العزيز وارتفاع معدلات العنف إلى مستويات مخيفة، فان المقارنة مع الحالة المصرية تبدو ظالمة.

واللافت أن النشاط الرياضي المحلي في العراق لم يتوقف وبالكاد يبدو منتظما، لكنه ممنوع من استضافة المباريات الدولية بقرار يتم تجديده سنويا من فيفا، على العكس تماما نجد النشاط المحلي في مصر مصابا بالسكتة القلبية، ويدخل موسمه الثالث على التوالي متوقفا عن ممارسة كرة القدم حتى على مستوى الأشبال، في حين يتمتع المنتخب المصري، حتى الآن، بحق اللعب على ارضه وهذه ميزة نتمنى أن تبقى دون مساس من الاتحاد الدولي.

لقاء الاياب مع منتخب غانا يوم 19 نوفمبر والذي تحدد إقامته في نفس الملعب العسكري الذي احتضن فعاليات الاحتفال بـ6 أكتوبر، والذي سيحدد اسم الفريق المحظوظ بالتأهل إلى المونديال، تحول إلى كابوس لدى المصريين مع تزايد مظاهر العنف في الشارع من جانب الإرهابيين، واعترف جمال علام رئيس الاتحاد المصري بأنه يثق في إقامة اللقاء بالقاهرة لكنه يشعر بالقلق مما يدور حوله، وهو نفس السبب الذي اجبره على تأجيل إعادة افتتاح مقر الاتحاد بعد تشييده، والذي كان قد دعا بلاتر وحياتو لحضوره لكنهما اعتذرا. نسأل الله أن يزول الكابوس وتعود الرياضة المصرية لتعكس استقرارا طال انتظاره.

Email