ثلاثي الأبعاد

خيّاط اللجان

ت + ت - الحجم الطبيعي

قالها علماء الإدارة المتشائمون " إذا أردت أن تقتل موضوعا فشكّل له لجنة " ولست هنا لأخوض في مصداقية تلك النظرية من عدمها وإن كنت أميل إلى الوسطية في تفنيد تلك المقولة من خلال التجارب الإدارية العديدة التي مررت بها، فهناك لجان شكلت لقتل المشكلة وعدم حلها واتّباع أسلوب النسيان لدفن الجثة، ومن باب الأمانة نجد على النقيض تماما لجانا أبدعت في تنفيذ كافة المتطلبات التي أنيطت بها وساهمت بفعالية في تصحيح وضع قائم أو ابتكار أساليب جديدة لتطوير العمل بتميز.

ما دعاني اليوم لمداعبة قلمي الذي أتوقع له أن "يطلب الطلاق يوما"،هو موضوع قد يمر على البعض مرور الكرام وينتبه له آخرون من باب الإلمام والمهارات التي يتمتعون بها في الساحة الرياضية، فالموضوع متعلق (ببعض) اللجان التي تشكّل في مختلف الجهات الرياضية حيث برزت لنا ظاهرة جديدة تكمن في تفصيل تلك اللجان لتتماشى مع توجهات رئيس اللجنة الذي تناسى معايير الاختيار على مبدأ الكفاءة والخبرات والتخصص والفعالية بقدرة قادر وحولها إلى معايير تتعلق (بالتفصيل) التي تعتمد على أهواء رئيس اللجنة الشخصية والتي تتمحور حول الانصياع للأوامر وعدم المناقشة والتأكيد على أن تكون لديه مهارات لغة الجسد مثل مهارة إيماء الرأس بالموافقة مع عدم إغفال تمتع العضو ببصمة ابهام جميلة تتميز بعدم قراءة محاضر الاجتماع ويد مسالمة ترتفع وتنزل كلاعبي كرة الطائرة لتمرير قرار قد يصيب رياضتنا بمقتل، لم لا ؟ إذا كان خياط اللجنة يريد ذلك !!.

أكرر مرة أخرى بأنني كنت وما زلت على قناعة بعدم التعميم، فهناك لجان ترفع لها القبعة ولكن هناك ما يعكّر صفو هذا المصطلح الجميل من خلال ممارسات تجبر الكثيرين على رسم علامات الدهشة، فعلى سبيل المثال قد يتم تشكيل لجنة متخصصة وتفاجأ بأن أعضاها لا يمتون للموضوع بصلة والأدهى والأمرّ إذا كان رئيس اللجنة يخرج بالمانشيتات العريضة ويؤكد اتّباع الأسس العلمية في معالجة الموضوع، وسلامي على الإبداع.

وعلى خطوات قريبة من تلك اللجنة تجد (خياط اللجنة) يتبع المعايير العلمية والعالمية لكنه يترجمها بإبداع وتميز في إقصاء أعضاء فاعلين ومتميزين لمجرد قالوا لا أو لإبدائهم وجهة نظرهم، ولجميع من استبعدوا لهذا السبب أقول بأن مواقفكم متميزة ولم ولن تقلل يوما من كفاءتكم ولا أريد أن أكون متشائما ولكن الشواهد تؤكد ذلك ومع اقتراب العيد أتمنى ألا يذهب الناس للتفصيل عندهم فلديهم ما يكفيهم.

تعيش دولتنا اليوم تجارب ولا أروع في شتى المجالات وتبحر في عالم الإبداع وتحلّق في سماء التميز ولا نريد لمثل هؤلاء أن يعكروا صفاء توجهاتنا المستقبلية، لذا عليهم بمراجعة ذاتهم والإمساك بأيادي الآخرين لكي يمضوا سويا نحو عالم لا أقصد هنا خالياً من المنشطات بل خاليا من الأحقاد والمجاملات.

همسة :

" ترحموا على أناس باعت أقلامها لهدف ما !! "

Email