من بعيد

القائمة الرياضية «السوداء»

ت + ت - الحجم الطبيعي

ظهور ما يسمى بالقائمة السوداء التى تضم مجموعة من الرياضيين المتورطين فى إعلان انتمائهم لجماعة الاخوان المسلمين، خطوة بالغة الخطورة لم تشهدها الرياضة المصرية فى مختلف عصورها، والقائمة تم إعدادها فى الاتحاد المصري لكرة القدم نظراً لأن جميع أعضائها من أسرة اللعبة سواء حالياً أو سابقاً وبعضهم يتولى مهام إدارية وفنية فى الوقت الحالي وصدر قرار بالمنع من السفر لهم وتم تنفيذه بالفعل قبل أيام مع لاعب إنبي سمير صبري والذي شارك فى بطولة افريقيا 2006 التى فاز بها الفريق المصري .

صدمة القائمة السوداء تتزامن مع وفاة خمسة من الرياضيين خلال أحداث العنف التى وقعت خلال الأسابيع الماضية ومن بينهم ضباط شرطة استشهدوا دفاعاً عن مواقعهم ووطنهم ، كما أنها تتزامن مع مبادرة يتبناها بعض اللاعبين المحترفين خارج مصر بالدعوة لمؤتمر إعلامي للتأكيد على الجرائم التى ارتكبها الاخوان وأن ماحدث لم يكن إنقلابا بل ثورة شعبية حقيقية ساندها الجيش لانقاذ الوطن ، والمبادرة براقة فى مضمونها ودلالتها ويتبناها أحمد حسن عميد اللاعبين وثنائي نادي بازل السويسري محمد صلاح ومحمد النني ولاعب سندرلاند الانجليزي أحمد المحمدي إلى جانب عدد من النجوم أصحاب التجارب الاحترافية فى أوروبا والحوار سيكون بعدة لغات مع ممثلي وسائل إعلام غير محلية.

وأعترف بأن ظهور ما يسمى بالقائمة السوداء للرياضيين أمر مفزع ويذكرني بظاهرة «المكارثية» التى اجتاحت أميركا أوائل الخمسينات من القرن الماضي وحصدت ظلما كل من كان ينتمي للتيار الشيوعي فى ذلك الوقت ، وفي ظني أن الإعلان عن تصنيف الرياضيين خطأ جسيم يجب أن نتحاشى السقوط فيه حتى لانفتح الأبواب أمام الاتهامات القائمة على الظنون والشبهات ، وعندما نعرف أن القائمة تضم سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالأهلي وعبد الحليم علي لاعب الزمالك السابق وأحمد عبد الظاهر لاعب الأهلي حاليا والقدامى شاكر عبد الفتاح ومحمد رمضان ومجدي طلبه ووكيل اللاعبين تامر النحاس وعددا آخر من لاعبي كرة القدم بأندية كثيرة ، ندرك خطورة الانسياق وراء التصنيفات وتقسيم البشر، وأتصور أن تسريب هذه الأسماء سيعود بالسلب على تماسك الأسرة الرياضية وينعكس على علاقات الرياضيين مستقبلاً.

واللافت أن القائمة السوداء لم تشمل النجم محمد أبوتريكة وأيضا هادي خشبة المشرف على الاهلي لسبب بسيط هو عدم ظهورهما فى اعتصام المتمردين فى ميدان رابعة العدوية، رغم انتمائهما للجماعة، وهنا يجب أن نطالب الجهات التى تعمل لزرع الفرقة وترسيخ التصنيف والتقسيم ، التوقف والاعتماد على الأدلة بالتورط فى العنف أو الدعوة إليه وعلى سبيل المثال فإن سمير صبري ظهر إعلاميا بتصريحات يقلل فيها من شأن ارتداء قميص المنتخب الوطني فى مقابل اعتزازه بقميص يحمل شعارات تحض على معاداة الجيش وهو فعل يستحق عقوبة الشطب، أما أن يخرج علينا البعض بقوائم مدمرة دون دليل أو إثبات لمجرد الاختلاف فى الرأي، فهذا خطأ لا نتمناه فى الساحة الرياضية المصرية.

Email