ثلاثي الابعاد

هل يستحقون الملايين ؟!

ت + ت - الحجم الطبيعي

أستوقفني تصريح الخبير الاقتصادي الاسباني خوسيه ماريا غاي في برنامج اللارغيرو في إذاعة الكدينا سير عندما قال صراحة عن صفقة غاريث بيل وريال مدريد التي قد تصل لـ100 مليون يورو: " هي صفقة كبيرة إنه هراء ومبلغ مجنون لا يوجد لاعب يستحق هذا المبلغ حتى لو كان ليونيل ميسي وأضاف من الصعب دفع هذا المبلغ للحصول فقط على اللاعب بيل فبهذا المبلغ بإمكاننا الحصول على خمس لاعبين وشراء كاسياس من ضمنهم إنه توقيع مكلف للغاية ولا يتناسب مع الواقع ويعتقد انه يجب تحديد مبلغ 40 مليون كأعلى ثمن للاعب في العالم !!.

هنا انتهى تصريحه الذي أثار مخيلتي وجعلها تتأمل فيما هو حاصل في دورينا المحلي والصفقات المدوية المعلنة والتي تجاوزت في مجملها مئات الملايين ، وما خفي كان أعظم من صفقات داخلية بين الأندية بعضها البعض وبين الأندية واللاعبين ، ويحسب للأندية هنا احترامها لاتحاد كرة القدم وللجنة دوري المحترفين ولميثاق سقف الرواتب الذي يسعى الجميع للتقيد به وتنفيذه بمنتهى الشفافية، وسلامي للجميع !!.

لا يزعل البعض مني ، فلقد تفاجأت كما تفاجأ الجميع بصفقة الخمسين مليون المدفوعة لضم لاعبي الشباب البرازيلي سياو واللاعب وليد عباس والتي بحق أثارت الكثيرين في الشارع الرياضي ، وملاحظاتي هنا ليست موجهة لهؤلاء اللاعبين بعينهم ، إنما على المبدأ في الموضع نفسه ، وإذا كان الناديان الأهلي والشباب إعلاناها صراحة فيجب على الجميع الإشادة بهذه الخطوة التي تعكس مدى المصداقية والوضوح في سياسة الناديين بعكس الكثيرين من الأندية التي مازالت تسير إلى الآن بنظرية اقضوا حوائجكم بالكتمان وإن تعدى المبلغ الستة أصفار.

ونعود للسؤال الهام ، هل يستحق لاعبونا تلك المبالغ الطائلة التي تصرف وتمنح لهم ؟ في ظل المستوى الحالي لدورينا بصفة عامة ونوعية لاعبينا بصفة خاصة، ومدى تأثير تلك الصفقات على المستوى العام للدوري من ناحية وعلى الأندية الأخرى من ناحية ثانية التي لا ناقة لها ولا جمل ، لذا أنصحكم بالدعاء فهو السبيل الوحيد للحفاظ على ما تبقى لديهم من لاعبين.

ولكنى أكرر بأن هذا هو عصر الاحتراف الذي تغنينا به طويلا لدرجة أننا لبسنا ثوب أحلام اليقظة وأقنعنا أنفسنا بأن هذا هو الاحتراف الحقيقي ، والاحتراف بعيد كل البعد عن تلك المهاترات وبريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

ولن أطالب بدراسة الموضوع من ناحية علمية ولن أؤكد على ضرورة تشكيل اللجان لتقييم ما يحصل في سوق الانتقالات قبل أن تستفحل وتتحول إلى ظاهرة ولن أهمس في أذن المسؤولين بضرورة اتباع الأساليب العلمية في إدارة الموارد المالية وتوجيهها بالطريقة المثالية التي تضمن تحقيق العائد المطلوب، لكن لابد لي أن أوجه شكراً وتقديراً لمن أدرجوا لنا تعريفا جديدا للاحتراف سيضاف يوما في قاموس العلم الإداري وسيسجل باسمهم.

همسة :

«المنتخب الاولمبي ... علامة استفهام ؟!».

Email