ثلاثي الأبعاد

بو محمد والدوسري

ت + ت - الحجم الطبيعي

القيادة هذا المصطلح الهام في علم الإدارة والذي تقوم عليه كافة العمليات الإدارية والتنظيمية المؤسسية الأخرى ويعتبر حجر الأساس في كافة المنظمات بمختلف أنواعها، وللعلم فإن معايير التميز العالمية (EFQM) تنطلق من خلال معيار القيادة كأولية رئيسية وبوابة نحو المعايير الأخرى كالإستراتيجية والشراكة والمتعاملين الداخليين والخارجيين والعمليات وجسر عبور نحو قياس كافة نتائج المؤسسة وتقييمها.

وللأمانة فإنني أعشق هذا المصطلح لحد الجنون وخلال الفترة القصيرة السابقة حاضرت في هذا الموضوع في بعض مؤسسات الدولة وكانت بعنوان "دردشة قيادية" والتي أعتبرها من البرامج التدريبية الجميلة جدا والتي اتضحت من خلال تفاعل كافة المشاركين وردود الأفعال الأكثر من رائعة بعد انتهاء تلك الحزمة من البرامج القيادية، وما دعاني للتطرق حول هذا الموضوع هو مدى إمكانية ترجمة بعض التعريفات القيادية من الناحية العملية حيث شاركت في إحدى الندوات وأكدت أن هناك المئات من التعريفات الخاصة بالقيادة منهم من اعتبرها القدرة على التأثير في الآخرين وتوجيه سلوكهم لتحقيق أهداف مشتركة وآخرون رأوا أنها عملية تهدف إلى التأثير على سلوك الأفراد وتنسيق جهودهم.

ولكني أكدّت أن المحرك الرئيسي لتلك العملية هو الشخص القادر المتشبع بالمهارات والكفاءة والخبرات على قيادة المؤسسة نحو تحقيق تطلعاتها.

وضربت مثالاً عملياً من خلال واقع مؤسساتنا الرياضية والتي تمتلئ بالعديد من القيادات الرياضية المتميزة وتسعى جميعها وبدون استثناء نحو تحويل الأهداف إلى نتائج وإنجازات ودراسة الواقع والتوجه نحو المستقبل بثبات.

ونظرا لقربي من الكثير من الشخصيات الرياضية آثرت التحدث اليوم عن شخصيتين قدّمتا ومازالتا تقدم لرياضتنا المحلية الكثير وهما "إبراهيم عبدالملك" أمين عام هيئة الشباب والرياضة و"عبدالمحسن الدوسري" الأمين العام المساعد للشؤون الرياضية، وأتذكر أول موقف مع بو محمد، حينما أكدت له في أول لقاء معه أن لدي مجموعة من المشاريع والبرامج التطويرية التي ستتطلب الكثير من عمليات التغيير فكان رده باختصار "نحن مع التغيير الايجابي والتطوير ولك كافة الصلاحيات" حينها تيقنت بأن هذا الرجل قائد، وأثبتت الأيام بأن التحول الايجابي في الهيئة غيّر صور الماضي ورسم صورة جميلة.

أما خبير الهيئة (بوفهد) فهو بحق رجل داعم لكافة الموظفين ويرتبط بعلاقات متميزة مع الجميع داخليا وخارجها ويعمل جاهدا على تذليل كافة الصعاب وآراؤه وتوجيهاته خدمت الكثير من القضايا الرياضية، وما يميز كليهما هو دعمهما للكفاءات الشابة والعمل على تأهيل القيادات من الصف الثاني والثالث.

ولعل فوز الهيئة العامة في عام 2012 بجائزة الشيخ خليفة للتميز الحكومي كأفضل مؤسسة على مستوى الهيئات الاتحادية في معيار القيادة لهو دليل واضح على تميز هاتين الشخصيتين.

هناك قيادات رياضية متميزة ولهم جميعا أقول شكرا فنحن معكم، وللآخرون أقول "بسكم تشاؤم" فالتميز يبنى على القيادة وبتواجد مثل هذه النوعيات المتميزة بإمكاننا أن نتقدم للأمام.

 

همسة: "القلم الناجح ليس سيفاً مصلطاً على رقاب الآخرين".

Email