قرار شجاع قبل الأهلي والزمالك

ت + ت - الحجم الطبيعي

هي المرة الأولى في تاريخ كرة القدم المصرية التي تصبح فيها قمة الأهلي والزمالك غامضة تحيطها علامات الاستفهام وسط الظروف العاصفة القائمة وعجز القدرات الأمنية عن القيام بالدور اللازم لتوفير عناصر الأمن والسلامة في الملعب وللمشاركين سواء اللاعبين أو المدربين أو الحكام ولن أقول الجمهور، لأن حضور الجمهور يستلزم قرارا شجاعا جداً ولا نعتقد انه وارد في الوقت الحالي.

الأقدار فرضت إقامة هذه المنازلة في هذه المرحلة الدقيقة ذات الأبعاد بالغة الحساسية، فالمباراة تقام في إطار بطولة أندية أفريقيا وتحت أنظار الاتحاد الإفريقي، وبالتالي فان إقامتها في الموعد المحدد يوم 22يوليو أمر لا خيار لنا فيه ويجب تنفيذه حتى لا نقع في مشكلة وأزمة و مطب، والسؤال هل استعدت الحكومة لهذه المباراة؟ وهل تدارست المكان المقترح لها ؟ وهل سنقع فى "حيص بيص" ؟.

أتمنى أن تتعامل الدولة مع لقاء القمة على انه فرصة لتقديم مصر إلى العالم بصورتها الجديدة بعد الاستقرار على رئيس جمهورية منتخب رسمياً، وان تتعامل القيادات الأمنية مع المباراة بشكل حضاري وتسمح بحضور الجماهير، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة الجميع .

وفى ظني أن قرارا بهذه الشجاعة إذا صدر سيكون الرد عليه من الجمهور والمشجعين، إيجابيا في أسلوب التشجيع الخالي من المهاترات، وإعادة الوجه الجميل للرياضة المصرية الذي نتذكره خلال بطولة إفريقيا عام 2006 التي كانت أشبه بلوحة فنية متناسقة الألوان، في مدرجات ستاد القاهرة.

مباراة القمة الإفريقية بين الأهلي و الزمالك تطرح نفسها بقوة مع إقتراب موعدها، وتخالجني بعض المخاوف من تجاوزات قد تقع لتعيد إلى الذاكرة حوادث شغب بغيضة ومحاولات من الألتراس لزج السياسة بالرياضة، ولكن أتصور أن الهتافات المحببة ضد الفلول وبقايا النظام السابق لم يعد لها مبرر بعد التغيير الهائل الذي أفرزته الانتخابات.

فقد أصبحت المواجهة مع طرف مختلف وهي مواجهة غير متكافئة، ولذلك فإن الإعلان عن حضور الجماهير يحتاج إلى قرار شجاع يصدره رئيس الجمهورية في خطوة تؤكد الثقة وعودة النشاط الرياضي المتعطل منذ خمسة أشهر وإيقاف نزيف الخسائر المالية الذي أصاب الأندية والاتحادات في مقتل.

Email