إذا فازت امرأة واحدة بجائزة عالمية مثل جائزة نوبل، فإنها ستمثل بهذا الفوز كل نساء الأرض العالمات المكتشفات والمهملات اللاتي لا يقدرهنّ أحد إلا قليلاً، بسبب ضعفهنّ وسلطة الرجل التي لا تسمح لهنّ بالدخول في مملكة الرجال العلمية والعملية والأدبية، ولهذا يُعد فوزها نصراً مؤزراً ليس يشبهه نصرٌ، لندرته، وكأنّها المسكينة قد ظفرت بالكبريت الأحمر كمثل حصول ماري كوري بجائزتها الأولى في سنة 1903م، لتصبح أول امرأة في العالم تنال هذا التكريم من هذه الجائزة المرموقة.

توالت أبحاث ماري كوري في مجال الإشعاع واكتشفت كثيراً، وانتشرت أبحاثها على نطاق عالمي، ولم تنظر إلا لعلمها وحمايته من الضياع وإلى بيتها وبناتها، ولم تنس دولتها بولندا المحتلة كما يفعل بعض المتجنسين، بل سمت أول اكتشاف لها بلونيوم تيمناً بوطنها، وكذلك علّمت بناتها اللغة البولندية وفاء وولاء لموطنها، وكانت تصحبهم دائماً لزيارته، وقد أسست في مدينتها «وارسو» معهداً متخصصاً للعلاج بالراديوم سنة 1932 ويسمى الآن باسمها.

تزوجت ماري بالعالم الفيزيائي الفرنسي بيار كوري في سنة 1895 وعملا في نفس المختبر وفي نفس المجال، ونالا مع أستاذها هنري بيركل جائزة نوبل في أبحاث الإشعاع المؤين، وكادت لا تحصل عليها لولا تدخل عالم الرياضيات السويدي ماجنوس، وتظلم زوجها لتدخل التاريخ من أوسع أبوابه. للمقالة بقية.