في ليلةٍ خرجتُ فيها من إحدى المجالس أنا وأصدقاء لي من المسؤولين، ولا أخفيكم سرّاً بأننا كنّا في غايةٍ من اليأس من الوضع الذي تمرُّ به أمتنا العربية، خاصةً في اليمن السعيد الذي حوله الحوثيون وأعوان المخلوع علي صالح إلى يمن حزين بمعاونة مباشرةٍ من قوى خارجية تعبث بدول المنطقة، حيث تفرّق شعوبها أحزاباً متناحرين، ثم جاء دور اليمن لتقضي هذه الحقيقة على آمال اليمنيين وأهل الخليج العربي بعودة الاستقرار والأمن له بعد الربيع المشؤوم، ولكنّ الشياطين عاثوا فيه خراباً بمعاونة أذنابهم الذين باعوا عروبتهم من أجل مطامعَ فانيةٍ وأسبابٍ واهيةٍ، فلمّا جاءت الأخبار فجراً بانطلاق عاصفة الحزم عاصفة سلمان الحكيم الحازم وأشقائه من قادة الخليج ومصر وبعض الدول العربية، علمتُ حينها أن حُلُم القوى الخارجية بالاستيلاء على العروبة فقدته إلى الأبد، وأنّ كل ما كسبته في الأعوام الماضية وصرفته من المليارات في تخريب بلاد العرب سيذهب هباءً منثوراً، والحمد لله رب العالمين.
وما إنْ بدأ الحرب (الحرب تذكر وتؤنث والتذكير من لهجتنا) حتى بدأ أذناب الأعداء يصرخون ويئنّون ويلعنون عاصفة الحزم ويخترعون القصص الخيالية الكاذبة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات المملوكة منهم، ويدعون للحوار والعودة إليه بعد أن قتلوه على صخرة الغطرسة، ثم ما كان منهم لمّا لم يستمع لهم أحد إلا أن بدأوا يشككون في جدوى الحرب وأنها ظالمة تقتل الأطفال والنساء وستجر المنطقة إلى حربٍ شاملة، وردي على هؤلاء الخونة المشككين فيها:
ابكوا وصيحوا واصرخوا فلن يثيبكم أحد فقد غدرتم ونكثتم بالمواثيق وقلّبتم الأمور وضيّعتم فرصة الحوار عندما كانت سانحة، ولكنكم أيها الناكثون الإرهابيون لا تعرفون إلا لغة السلاح وصدق الشاعر الجاهلي الذي يقول:
متى تجمع القلبَ الذكيّ وصارماً
وأنفاً حميّاً تجتنبك المظالمُ
فهل تريدون أن ينتظر الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- ويتبع طرق الحوار وقد نشر الحوثيون منصات الصواريخ البالستية ليطلقوها على المدن السعودية والتي يصل مداها إلى 700 كيلومتر ؟!.
أم هل تريدون أن ينتظر الملك سلمان حتى تأتي القوى الخارجية وأذنابها الحاقدون إلى بلاد اليمن فيتم مخططهم للانقضاض على المملكة ودول الخليج ؟!.
أم هل ينتظر الملك سلمان حتى تفرض هذه القوى الخارجية سيطرتها على مضيق باب المندب ؟!..
أم هل كان بإمكان الملك سلمان أن يتخلى عن شرعية حكومة هادي ولا يستمع إلى ندائه لنصرة الشعب اليمني وهو يناديه لمد يد العون له؟
لن يفعل إلا الحكمة الملك الحكيم سلمان، ولن يترك الحزم الملك الحازم سلمان، ولهذا كلنا خلف عاصفة الحزم، ولا عزاء للمتخاذلين المحايدين، وتعساً لكل من يخون بلاده من أجل الأعداء.
للمقالة بقية.