وقفات مع كلمة محمد بن زايد التاريخية ‫1 - 3‬

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحاول بعضهم الصيد في الماء العكر فينتقد بغير حقٍ خاصة عندما يرى عملاً ناجحاً مثل القمة الحكومية الاستثنائية في إمارة دبي، وما فعل ذلك إلا ليظفر - في ظنه - ببعض البطولات في غير أماكنها ولا زمنها،وليته أثنى على حسن التنظيم وعالمية الحدث وقوة المشاركات ثم انتقد أو شكر القائمين على تنظيم مثل هذا العمل الكبير ثم ذكر ما يراه من ملاحظاتٍ ليستفيدوا منه، ولكنّه أبا إلا أن يكون نقده (حشفاً وسوءَ كيلة) كما يُقال في الأمثال العربية، فهو تمرٌ رديء وغشّ في الميزان.

في مثل هذه الأيام التي ننتظرها كلَّ سنة، حيث يجتمع فيها خيرة كبار مسؤولي دولة الإمارات ودول العالم من الخبراء والمتمكنين في قطاعاتهم المختلفة ليتم في أيامٍ ثلاثةٍ من المعرفة وتبادل الخبرات ما لا يتم في أشهر.

ولهذا لاقت كل هذا الترحيب والنجاح على المستويين الإقليمي والعالمي، وأقول لهذا المعترض بلا سببٍ ما قاله أستاذنا أنيس منصور رحمه الله: «الذي يصيد في الماء العكر يجعلها صعبةً على نفسه، فلماذا لا يهدأ وينتظر الماء حتى يصفو فيسهل عليه الحصول على ما يريد!».‬

‬كلمة تاريخية من كل الجهات ‬

من استمع إلى كلمة سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، سيعلم أنّه يقف أمام قائدٍ فذٍّ خبر الحُكم والقيادة وتمرّس فيهما وقد تخرج من أكبر جامعاتها جامعة والده ووالدنا جميعاً الشيخ «زايد» رحمه الله، الذي اختار لنا أكفأ أبنائه ليتابعوا مسيرته من بعده مسيرة النماء والحضارة والخير، وإنّي كنتُ أراقب أسلوبه وهو يلقي كلمته وارتفاع صوته وانخفاضه ومشاعره وصدقه وطريقة سرده لمراده وهو يضع النقاط على الحروف.

ويسأل أسئلةً خطيرةً جداً ويجيبُ عنها بكل جدارةٍ وتمكّنٍ حتى لا يترك لأحدٍ شكاً أو سؤالاً في نفسه إلا أجاب عنه في تسلسلٍ عرف منه الجميع أنّ هذا الزعيم يتقن صياغة الأفكار والأقوال ويترجمها بأفعالٍ مبهرةٍ في شتى الأصعدة.

وليس غريباً أن نراه يبدع كل هذا الإبداع حتى كتب سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، تغريدةً على حسابه في تويتر مباشرةً بعد إلقاء الكلمة : «شهدت اليوم جلسة وطنية ملهمة في القمة الحكومية لأخي سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لقد أخذ من حكمة المؤسس وهمته وعزمه وقربه من أبناء شعبه ..

جلسة الشيخ محمد اليوم جلسة إماراتية تاريخية».‬ ‬هذه شهادة عظيمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وهي حقّاً كلمات تعبر عن كل مشاعر من استمع إليها، فكلمة «أبي خالد» استثنائية تاريخية من كل الجهات، وأذكر هنا لكم أبياتاً كتبتها مدحاً فيه منذ قرابة ثماني عشرة سنة، حيث قلتُ :‬

يا مزوني إلى «ابن زايدَ» عودي‬

                      ذاك نجلُ العلا ورمز المعالي‬

يبرقُ المجدُ إن نظرت إليهِ‬

                      في محيّاهُ عزةٌ وشموخٌ‬

يا «أبا خالدٍ» إليكَ سلامٌ ‬

                      من محبٍّ لمجدكم وعميدٍ‬

أيلامُ المحبُّ إن قال فيكمْ‬

                      واسقِ أرضاً بها يحلُّ وعودي‬

وابن عمٍّ على الزمانِ عضيدِ‬

                     يأسرُ القلب بالخلاق الحميدِ‬

وطموحٌ إلى البعيدِ البعيدِ‬

                     وثناءٌ من المحبّ العميدِ‬

في هوى قومه الكرام الصيدِ‬

                     غررَ الشعرِ كالنضارِ النضيدِ‬

 نعم هذا هو الزعيم أخو الزعيم وابن الزعيم الذي له طموح عالميٌّ وإلى البعيد البعيد لإكمال مسيرة المؤسس ولخدمة شعبه والأمة العربية والإسلامية، وليعلم العالم كله بأنّ حكامنا الكرام لهم رؤى واقعية وعزائم قوية وهمم يعجز كثير من الزعماء أن تصل إليها. هذا وللحديث بقية.

 

Email