لا يمكن ونحن نسجل اليوم تاريخ دولتنا الحبيبة أن نتغافل عن أشعار قادتنا الكبار الذين بأحلامهم ورؤاهم وأعمالهم وهمّتهم وإنجازاتهم حقّقت الدولة في عُمُرٍ قصيرٍ كل هذا التفوّق المبهر والعجيب على كثير من بلدان العالم التي تفوقنا في أعداد سكّانها أو في زمن وصول الحضارة إليها أو في عرْض تاريخها القديم جداً وفخرها به والذي لم تمتلك دولتنا جزءا منه في يومٍ إلا قليلاً.
لأنها لم تكن غير صحارى شاسعة ومهامهَ ممتدةٍ على طول الساحل العربي بلا نهر ولا ثمر، ولكنّ الله هيّأ لها الرجال المخلصين من أمثال الشيخ «زايد» وأخيه الشيخ «راشد» فحققا أحلام هذه المنطقة وأصبحت واقعاً بل رافداً مُهمّاً للأمة العربية والإسلامية وجزءاً لا يتجزأ من تاريخها الإسلامي العريق لتتفوق بكل جدارةٍ على من كبرى الدول.
ومن بعد هذا الجيل العظيم المؤسس للدولة ورحيله عنّا انتقلت الأمانة الكبيرة أمانة اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة إلى جيلٍ تربّى على الدين القويم والأخلاق العالية والصفات النادرة والرُّؤى التي أصبحت مضرب أمثال العالم في التحقيق والإنجاز والمتابعة ومواصلة الإنجارات.
والجودة بشكلٍ لم يشهد له العالم مثيلاً بقيادة رئيسنا سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله وأخيه ونائبه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله وبمعاونة كاملة من ولي عهده الأمين سيدي الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله وسدّد خطاه.
لم يكن الأمر كما يظنّه بعض من لا علم لديه أو دراية أو من لا يستطيع أن يميز بين الحق والباطل أو من أعماه الحقد والحسد عن قول الحق فزعم أنّ النفط صنع لنا كل هذه الأمجاد بل بفضل الله وعونه ثم بعزم قادةٍ لا يعرفون الملل ولا الكلل وبرؤيةٍ ثاقبةٍ .
وعطفٍ على الشعب وحثٍّ له على الوصول إلى المعالي بعد فتح الأبواب لهم وتسهيل الطُرق لبلوغها كان لدولة الإمارات ما تحقق لها وإنما النفط وسيلة وآلة ساعدت هذه البلاد حكومةً وشعباً حتى أغناهم الله واستثمروها لأجيال المستقبل أفضل استثمار وأذكاه كما فعلت دولٌ متقدمةٌ مثل صنيعنا كالنرويج وغيرها.
قدّمت هذه المقدّمة ليعلم من يقرأ مقالي هذا بأنّ دولتنا قامت على أُسُسٍ قويةٍ وشُيّدت على قواعد ثابتةٍ لا يُمكن أن تُهدم، وهي لم تُؤسس على جُرُفٍ هارٍ فانهار بأهله كما أسّس الإخوان المسلمون حزبهم على الكذب والتزييف وقلب الحقائق وتلفيق التهم وصيد الأموال باستخدام الدين والأساليب الخبيثة التي كشفها الناس .
ولكن كان اكتشافهم لها متأخراً بعدما أثاروا الفتن والقلاقل وأشاعوا الدمار في كل بلدٍ تمكنوا فيه من السيطرة عليه ولا أحتاج إلى دليلٍ ولا شاهدٍ على ما أقول فيكفينا ما رأيناه منهم ومن حزبهم الخارج عن القانون والعادات وقبل ذلك الدين أعاذنا الله منهم.
هؤلاء الحزبيون المتأخونون لا يكفون عن الكذب على الناس والتصيّد في الماء الآسن المتغيّر المكدّر ويتهمون كل من يكشف حقيقتهم أو يقف أمامهم بكره الإسلام السنّي وكأنّ الإسلام حكرٌ عليهم وهم أبعد الناس عن تطبيق شرع الله بل جعلوه حِبالةً لهم للاستثمار وتضخيم استثماراتهم في العالم على حساب الدين والقيم .
ولا يبالون بذلك لأن الغاية تبرر الوسيلة لديهم وهذا ما حصل لقادتهم منذ وصولهم إلى حكم مصر وهجومهم الهستيري على دولة الإمارات وقيادتها بغير وجه حقٍّ إلا لأنّها وقفت مع الشعب المصري الشقيق في تقرير مصيره.
سمعنا صراخاً كثيراً منذ سقوط حكومة الإخوان وكل يوم يخرج علينا أحد كبرائهم ليتهم قادتنا بأمر حتى جاء أحدهم منذ أيام واتهم سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله باتهامات باطلة جملةً وتفصيلا وهي في نفس الوقت مضحكة جدا لمن تفكّر فيها .
فكيف يعادي شيخٌ مسلمٌ عرف عنه الصلاة والدين والخير منذ صغره ومن عائلة مسلمة عرفت أيضا بدينها وأخلاقها العالية ومن سلالة حكّام كرام كيف يعادي الإسلام وهو بهذه السمات إلا إذا كان الأمر شيئاً آخر وهو التحزب الأعمى للإخوان الذي جعل هذا الحاقد يتفوه بهذه الكلمات الشنيعة وهنا يبطل العجب ونعرف السبب ولا نحتاج إلى شرح أكثر من هذا.
وقد أثارت هذه الحقيقة حفيظة قائدٍ فذٍّ وبانٍ مجددٍ وشاعرٍ من الطرازِ الأول فأثارت مشاعر الشاعر المجيد وأخرجت قصيدة من روائع الشعر مليئة بالحكمة والحب الصادق والمعاني العظيمة والإخاء والتآزر حتى أصبحت من قصائد الملاحم على قلة عدد أبياتها وتناقلتها وسائل الإعلام وطار بها المغردون في كل مكان هذه قصيدة بل رائعة «هامة المجد» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حفظه الله التي بدأها بتحية الكويت وأهلها وأميرها مع ذكر اسمه كاملا في شطرٍ واحدٍ فقال:
تِحيا الكويت وصباح الأحمد الجابر
ثم يعود فيدعو لهم ويعبّر عن مشاعره لهم واعتزازه بهم ومقدار حبه للشعب الكويتي في الشطر الثاني فيقول:
ويدوم عز الكويت وشعبها الغالي
اللهم آمين..
هذا وللمقالة بقية.