ساحل عمان ساحل البطولات والأمجاد 2-2

ت + ت - الحجم الطبيعي

 الحسابات الوهمية وغير الوهمية التي تعود لبعض الجهّال في الفضاء الإلكتروني من »تويتر« و»فيسبوك« وغيرهما وتحاول جاهدةً الإساءة إلى دولتنا الحبيبة دولة الإمارات العربية المتحدة، وتسميها بـ»ساحل عمان« وتظن أنّها ستغيظ أهل هذه الدولة المعطاء من قبل الاتحاد وبعده بشاهدة أهل الحقّ والصدق وأشراف الناس وحكمائهم لا يسيئون إلا لأنفسهم ومن يحرّضهم، ولا يعنينا ما يقوله الأطفال والسفهاء وإنّي أتمثل هنا بقول شمر بن عمرو الحنفي:

ولقد أمرُّ على اللئيم يسبّني        

                            فمضيتُ ثمّتَ قلتُ لا يعنيني

غضبانُ ممتلئاً عليَ إهابهُ 

                           إني وربك سُخطه يرضيني

نعم لا يعنينا ذم اللئام للكرام ولا أهل الحقد والجهالة من الناس بل سأنشد أيضاً أبياتاً من قصيدة طويلة لي في مدح أرضي وأهلها:

لا أبالي إذا فخرتُ بقومي

                          عذلَ وغلٍ من الرجال حقودِ

لا وربي وما أبالي بقومٍ

                      فعلهم في الورى كفعل اليهودِ

ما أبالي لأنّ قوميَ دٌرٌّ

                      قد تجلّى من كنزِ هذا الوجودِ

وفي هذه العجالة سأذكر لكم بعضاً من الأمور التي لا يمكن أن يراها إلا من كان متجرداً لقبول الحق وينبذ المكابرة.

أولاً: إقليم عُمان

اختلفت حدود بلاد »عمان« حسب التنظيم الإداري له عبر التاريخ منذ الجاهلية ثم عصر الخلفاء فعصر الأمويين ثم العباسيين وصولاً إلى زمن الاحتلال البريطاني وكانت حدوده تزيد وتنقص حسب ما يراه الولاة، ومثل »عُمان« يصحُّ القول في إقليم البحرين لأنّ البحرين كانت لفترات زمنية تأخذ من أطراف عمان حتى جلفار (رأس الخيمة) كما روي ذلك عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه، وكان ذلك في زمن بني أمية، وقد تنقص حدودها في فترات أخرى، ولما تولى العباسيون جعلوا عمان والبحرين واليمامة (الرياض) عملاً واحداً أي تتبع إدارة واحدة.

وفي زمن الاحتلال البريطاني قاموا بتغيير تقسيم المنطقة ووضعوا مسميات جديدة كما سموا الساحل بساحل القراصنة لأنّ أهالي الساحل قاتلوهم وسموها أيضاً بالساحل المتصالح بعد الاتفاقية الجامعة المانعة لإمارات الساحل حتى البحرين، أما أهالي المنطقة فإنهم يسمون كل مشيخة لوحدها فيقولون أبوظبي ودبي وهكذا، ويسمون الساحل كله بساحل عمان بسبب شهرة اسم عمان وكذلك وجود الأحلاف السياسية من هناوية وغافرية التي تكونت بعد سقوط دولة اليعاربة التي امتد نفوذها السياسي على مناطق كثيرة من سواحل الخليج العربي وفارس وأفريقيا.

وعلى هذا لم تكن مشيخات الإمارات قبل الاتحاد تتبع لأحد وإن كانت تحت هيمنة من الدولة العظمى بريطانيا ولكنها لم تكن تتدخل في شؤوننا المحلية ولم يكن همّها إلا تأمين خطوط سفن شركاتها إلى البصرة وموانئ إيران، ومن يزعم غير ذلك فإنه لا يعرف من التاريخ إلا اسمه، بل كان قادة قبيلة بني ياس القبيلة العدنانية الكريمة من أكبر قادة الحلف الهناوي وتعاونهم مع السادة الكرام سلاطين عمان مشهور منذ قرون.

ثانياً: اسم الإقليم يطلق على كل دُوله

إذا علمنا أن الحدود كانت تختلف من عصر إلى عصر فإننا يجب أن نعرف أن اسم الإقليم الأشهر القديم يعم جميع الدول الحديثة التي تقع في حدوده من مثل الشام فإنها لسوريا وفلسطين والأردن ولبنان وكذلك الدول المغربية والأمريكية وهكذا كلها تسمى بالاسم القديم الأشهر، ولكنها تبقى باسمها المعترف به دولياً وحدودها، ولا يمكن أن تسمح بانتهاك حقوقها التاريخية ولا سيادتها. وللمقالة بقية..

Email