منظمة «أوتبور» الثورية وصلتها بالإخوان المخربين 3-3

ت + ت - الحجم الطبيعي

جلست أحلل محاضرةً لعضو الكنيست الإسرائيلي السابق المدعو عزمي بشارة والمقيم في قطر منذ 2007م وكانت المحاضرة أمام جمعٍ كبيرٍ من شباب الخليج العربي والعرب عامة وأكثر من مئة من أبناء وبنات المملكة السعودية، وقد أخذ ينظّر لهم ويؤسس كيف يمكنهم قلبُ الحكم هناك وأوصاهم بوصايا عجيبة قمتُ بمقارنتها بما جاء في تعليمات المنظمة الثورية الصربية (أوتبور) فوجدتها متطابقة كأنه يغرف من نفس حوضها المسموم ليوزعه على الشباب الجاهل الذي خُدع بما يسمى الحريات ومؤتمرات النهضة المزعومة، وهي نعم نهضةٌ ولكنها لدولة إسرائيل وذلةٌ محققة ودمارٌ شاملٌ لكل دول الجوار الإسرائيلي أو من يفكر في مناوءة العدو المغتصب لـ"فلسطين" المنكوبة المسكينة التي تئنُّ منذ عقودٍ طويلةٍ والعرب يحاولون استرجاعها ولكن أعوان اليهود الذين زرعتهم بين المسلمين يبعدون المسافة كل يوم، حتى جاء الربيع المشؤوم بمعونة المنظمات الصهيونية والمتعاونة معها من بعض القنوات الإخبارية والشخصيات البارزة وأهل الخطابة ممن كنّا نظنّهم علماء ثم ظهروا على حقيقتهم فإذا بهم عملاء للفتنة وتأجيج نيران الطائفية وإسقاط الأنظمة حتى سالت الأودية بدماء الأبرياء وشُرّدت الأسر الكريمة ونهبت بيوتها وأملاكها بحجة الحرية وأحلام الديمقراطية!.

كانت جماعة الخُوّان المتأسلمين ممن استفاد من تعاليم منظمة (أوتبور) التخريبية التي وجدت فيها ضالتها المنشودة فطبقتها بحذافيرها مع مجموعاتٍ أخرى ثورية، ليس في مصر فحسب، بل في كل الدول التي يتحركون فيها ولهم عصابات تخدمهم في أجهزة الدول التي يقيمون فيها، ولو فكرنا قليلاً في سبب هذا المكر الشديد من هذه المنظمات؟ ومن يقوم بتمويلها؟ ولماذا يريدون الخراب لهذه الدول الناشئة التي منذ قيام الثورات المشؤومة الملونة فيها لم ينعم أهلها بالأمن ولا الخير ولا الديمقراطية ولكن سالت دماؤهم وهدّمت ممتلكاتهم ولا يمكن أن يحكمهم رئيس لأنّ الشعب أصبح يعرف طريق التغيير السريع!

أسئلةٌ لا يمكن أن نجيب عنها في هذه العجالة ولكن هناك قاعدة عامة استفدتُ منها في جميع تحليلاتي ودراساتي وهي: "إذا أردت أن تعرف من وراء حدثٍ ما فابحث عن المستفيد"، وأنا أسألكم إذا كانت أوروبا وكبار التجّار اليهود استفادوا من الثورة الوردية في (جورجيا) والثورة البرتقالية في (أوكرانيا) أو على وشك الاستفادة، فمن هو المستفيد من ثورة "مصر" و"تونس" و"ليبيا" و"سوريا" و"اليمن" وغيرها من الدول العربية الموجودة في قائمة منظمة (أوتبور)؟ الجواب الذي لا يمكن أن يكون غيره أنّ في دمار هذه الدول وتمزيق جيوشها قوةً لجيش إسرائيل واستمراراً لوجودها وتدفقاً مالياً كبيراً في مصارفها المالية بحجة الخوف من الإرهاب، ودعماً غربياً أكبر من العالم المحكوم بالماسونية العالمية وأموال اليهود وإعلامهم الخطير، أليس هذا هو الحق أيها العقلاء الحكماء؟ ولننظر ماذا حصل لقضية فلسطين بعد هذه المصائب، لقد تاهت في حطام الدمار العربي المسمى بالربيع وهو لعمري شؤم وخرابٌ.

(أوتبور) كما قال زعيمها "بوبوفيتش" في شريط الفيديو الموجود في (يوتيوب) باسم (صناعة الثورات): "بأنّ حركته مستعدة لتدريب كل طائفة تريد الاستفادة من خبراتها الثورية وفي حصيلة خبراتها دول كثيرة سقطت بنفس الأسلوب المتبّع الذي لا يتغير ونتيجته واحدة، ثم أضاف إنّ رقم الدول التي ستسقط مستقبلاً سيزداد ونحن نزداد خبرةً وقوةً بعد تدريب نشطاء من سبع وثلاثين دولة"، ولهذا أقول لكم بأنّي بعد مشاهدتي للفيديو المذكور علمتُ أنّ الأجهزة الأمنية العربية كانت نائمةً في (العسل) ولم تكن تعلم ما يُحاك لها حتى سقطت الحكومات الواحدة تلو الأخرى كأنهم أحجار (الدومينو)، فهل تسمح دول مجلس التعاون لهذه المنظمات وأعوانها من (خُوّان) ومتطرفين وثوريين من الولوج إلى مجتمعاتنا وتدريب شبابنا وجعلهم أعداء لنا؟! اللهم احفظ خليجنا العربي وأبعد عنّا هؤلاء الأشرار .. آمين.

Email