منظمة «أوتبور» الثورية وصلتها بالإخوان المخربين 1-3

ت + ت - الحجم الطبيعي

في سنة 2007 كنت قادماً من عاصمتنا الغالية «أبوظبي»، فوقفت عند إحدى محطات البترول لأشتري بعض الأغراض، ورأيت رجلاً غربياً يقف قريباً مني فرحّب بي كأنّه يريد أن يفتح مجالاً للحديث، فسألته من أين هو؟ فقال: أنا من كندا وأعمل في دبي منذ 2003، فقلتُ له: وفي أي مجالٍ عملك؟

فقال: أعملُ في جمعيةٍ كنديةٍ خيريةٍ تقوم بأعمال تطوعية في الإمارات لتوعية العمّال بحقوقهم وكيفية المطالبة بها! فأصابتني الدهشة وتلعثمتُ ولم أحر جواباً، ومن هول المفاجأة نسيتُ أخذ بطاقته التعريفية لأتحقق من عمله وهل في أعماله ضرر على أمن دولتنا الحبيبة؟! لكنّه ذهب وبقي موضوعه في فكري، وأقول لنفسي: أين أجهزة أمننا البواسل عن مثل هؤلاء المخربين الذين يؤسسون للفتن بكل طريقةٍ ونحن لا نشعر بهم، وإنْ شعرنا بمكرهم فإنّنا بسبب صفات شعبنا الكريمة المعروف بها، فهو شعبٌ مضياف كريم يساعد الناس ويحتفظ بعلاقاتٍ ودّية مع دول العالم، ولا يريد أن يقع في حالة خصومةٍ مع أحدٍ كما كان يفعل الوالد الباني المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه.

من ذلك الوقت وأنا أجمع كل معلومة تقع في يدي حول هذه المنظمات الثورية التخريبية، التي تأتي تحت ستارٍ خيريٍّ أو عملٍ إنسانيٍّ ولكنّها في نفس الوقت تؤسس قواعد لفتنٍ عارمةٍ ودمارٍ شاملٍ، من دون أن يشعر بها أحد ولا حتى الحكومات التي تمتلك أقوى الأجهزة الأمنية، لأنّها لا تراها بسبب صغر حجمها ولاعتمادها على أجهزتها الكبرى التي كبُرت حتى أصبحت مثل «الديناصور» الضخم الذي لا يبالي بالأشياء الصغيرة حتى يصيده ما هو أصغر منه بكثير من غفلته، كما فُعل ببعض الرؤساء الذين سقطوا في السنوات الماضية لأنّهم استهانوا بقوّة هذه المنظّمات وتأثيرها في الشباب، وكما قيل:

ترى الرجل النحيفَ فتزدريهِ وفي أثوابهِ أسَدٌ مُزيرُ

علينا أن لا نترك الأمور تجري على أعنتها (منوالها) كما يُقال، وأن نقول: إنّ الدنيا بخير والحياة جميلة ولا داعي لتعكير صفو الحياة بالتفكير بهؤلاء فإنّهم لن يقدروا على عمل أي شيء، ولكنّ الحقيقة المرّة التي يجب أن نعرفها هي أنّ الحكمة القديمة العربية هي التي تنجح في كلّ مرّة وهي قول العرب: «من مأمنهِ يُؤتى الحذِر»، نعم عندما يأمن الشخص الحذر يأتيه عدوه وخصمه ومن يكيده فيقضي عليه، لأنّ التهاون في الحزم لا يأتي إلا بالمصائب، وكما قلتُ:

على المرءِ أنْ يسعى وأنْ يتجلّدا وأن يبلغَ الجوزاءَ مجداً وسؤددا

 وأنْ لا يُرى بين الورى متهاوناً فيشقى وإنْ كان المُطاعَ المسوّدا

منظمة «أوتبور» Otpor هي حركة بدأت في صربيا سنة 1998 من مجموعةٍ مغمورةٍ من طلبة الجامعات، رداً على بعض قرارات الحكومة التي تخص التعليم والإعلام إبّان حكم الديكتاتور «سلوبودان ميلوسيفيتش»، وقد نجحت في تأليب الرأي العام، ثم حصلت بعد قصف «الناتو» لصربيا عام 1999 على دعمٍ قويِّ من الهنغاري الأصل المهاجر إلى أميركا اليهودي الملياردير «جورج سوروس» الذي يسمّى برجل النظام الجديد، وقد أدى هذا الدعم إلى إسقاط زعيم صربيا القوي، وأصبحت «أوتبور» منظمةً تلجأ إليها حركات التحرر والثورات في الدول لتستفيد من خبراتها في هذا المجال، ومن بينها «الخوّان المتأسلمون» والجماعات المخربة المتربصة بالحكومات العربية «النائمة في العسل» ولا تدري ما يُخطط لها.

وللمقال بقية..

Email