هل الأفغاني والبنا عملاء للماسونية؟! 3-3

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال لي أحد الأصدقاء بعد أن قرأ مقالي أمس عن المصلح المزعوم "جمال الدين الأفغاني": إذا كان حقّاً ما تقوله عن حقيقته فلماذا ندرس تاريخه؟! ولماذا يعلمونا في المدارس والجامعات بأنّه وكبار تلاميذه من أمثال "محمد عبده" من عظماء رجال التاريخ ومن المصلحين وهم، كما تقول، مخربون منتمون إلى أخطر المنظمات الإرهابية؟

وأين الجهات المعنية في دولتنا الحبيبة لتمنع الترويج لهذه الأفكار المنحرفة أما كفانا ما نحن فيه؟، أم هل ستتساهل الجهات الأكاديمية مرّةً أخرى حتى تخرج جماعات مخربّة أخرى تحمل الفكر الخطير لهذا المدّعي للإصلاح والذي شوّ الإسلام وأدخل فيه ما ليس منه هو وتلاميذه المخلصون له، كما سترونه بأنفسكم في مقالاتٍ قادمةٍ إن شاء الله.

قلتُ: إنّ الأمر ليس لنا وإنّما المسؤولية كاملة تقع على عاتق الأجهزة الأمنية الخبيرة وعليها أن تتدخل مباشرةً لحماية أبنائنا وبناتنا من أخطار هؤلاء المخربين وأفكارهم المنحرفة، وإذا كان ملك مصر الملك فؤاد الأول (1917-1936م) لم يقم بإجراءات حاسمةٍ لتفكيك خلايا (الخوّان المتأسلمين).

وإيقاف "حسن البنا الساعاتي" في بداية تنظيمه السري حتى قويت جماعته وانتشروا في المدن والقرى النائية وأصبحت أعدادهم في ازدياد سريع.

حيث جعل في منهجه كلّ أمرٍ يمكنه به أن يجذب الشباب الذي لا يعي ماذا يُراد منه، وقد اخترع لهم "البنا" دستوراً لا يتجاوزونه وتربوا عليه لسنواتٍ وولد في هذه الفترة أبناء الجماعة الذين غُذّوا بلَبانها (حليبها) فلم يأت زمن الملك فاروق (1936-1952م) حتى أصبح المرض لا يمكن علاجه أبداً لأنّه أصبح مزمناً.

وإن تدبرنا الأمر جيداً ودرسنا تاريخ هذه الجماعة المشوّهة فكرياً والمختلة في نفسياتها وجدنا أنّ الخطأ كله يعود إلى ضعف أجهزة الأمن الملكية انذاك.

وكذلك إلى تحكّم الماسونيين في أركان الدولة المصرية وتؤيدهم في ذلك كله الدولة المستعمرة (بريطانيا) ظنّاً منها أنّ هؤلاء سيكونون سداً منيعاً ضد دعوات القومية العربية التي بدأت تُقضُّ (تقلق) مضجعها.

قُتل "البنّا" في عام 1949م ولم يُعرف قاتله واتهمت حكومة الملك فؤاد بتدبير اغتياله، وقد ذكر تقرير آخر بأنّ من قتله هم الإخوان أنفسهم لأنّه كان يريد إلغاء الجهاز الأمني العسكري الذي ابتدعه لحماية الجماعة، لأنّه شعر بالخوف منهم فأراد التخلّص منه فتخلّصوا منه ونسبوا اغتياله إلى الملك، والكلام يطول في أخبارهم، ولهذا وعوداً على بدء سأحدّثكم عن "البنّا" وهل هو عميل للماسونية العالمية أم لا ؟

لقد ظهر لنا بالأدلة التي لا تجعلنا نشكّ فيها أنّ "الأفغاني" وتلاميذه انتظموا في صفوف الماسونية، فهل كان "حسن البنّا" الذي وُلد بعد وفاتهم يحمل نفس الهُويّة؟ لا أستطيع أن أجزم بذلك لعدم كفاية الأدلة حوله ولكنّ الفكر الذي يحمله وطرق التعامل مع المرشد.

ودستور الجماعة ودعم الإنجليز لهم والطقوس المتبعة كلها تشير بقوةٍ إلى الماسونية، ويزداد الأمر وضوحاً باختيار الجماعة "المتأخونة "حسن الهضيبي" ليبقى مرشداً للجماعة حتى سنة 1973م وهو مشهورٌ بماسونيته، يقول عنه محمد الغزالي وهو إخواني سابق في الطبعة الثانية لكتابه (معالم من الحق): "استقدمت الجماعة رجلاً غريبًا عنها ليتولى قيادتها.

وأكاد أوقن بأنّ من وراء هذا الاستقدام أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامي الوليد فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة في كيان جماعة هذا حالها وصنعت ما صنعت، ولقد سمعنا كلامًا كثيرًا عن انتساب عدد من الماسون بينهم الأستاذ حسن الهضيبي نفسه لجماعة الإخوان ولكني لا أعرف بالضبط كيف استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة على النحو التي فعلته، وربما كشف المستقبل أسرار هذه المأساة".

إذا علمنا أنّ بداية الخبث الفكري والانتماء الماسوني هو "الأفغاني" المتطرف الشيعي وانتقلت العدوى إلى تلاميذه ومن أخذ عنهم مثل "البنا" فإنّه سيظهر لنا جلياً لماذا دخل كبار "الإخوان" المحافل الماسونية، ويفسر لنا أيضاً سرّ التقارب من الإخوان المتطرفين مع متطرفي الشيعة ، وكذلك نفهم منه سر دعم الغرب لهذه الطائفة المخرّبة، فهو بكل تأكيد يمثل الدعم المتواصل من (البناؤون الأحرار) ولنتفكر.

Email