سر الملكة «زنوبيا» المحيّر!!3-3

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختلاف القصص الأسطورية عن الملكة "الزبّاء" والملكة "زنوبيا" أو "زينب" يجعل الأمر غامضاً على كل باحث يريد أن يصل إلى الحقيقة، وكل ما قيل عن قصة "الزباء أو زنوبيا" سيبقى صدقه من محاله في علم الله، لأن من يتتبع القصص العربية عنها فسوف يدخل في حيْصَ بيْصَ ولن يهتدي إلى علم صحيحٍ صريحٍ، بل ستدور حول كل كلمة يسطّرها في بحثه الشكوك، وقد يصل إلى مرحلةٍ لا يعرف فيها "قبيلاً من دبيرٍ"، ورحم الله أبا حيان الأندلسي إذ يقول عن الآخذين عن الكتب من دون قواعد علمية سليمة:

إذا رمتَ العلومَ بغير شيخٍ

                                ضللتَ عن السراطِ المستقيمِ

وتلتبسُ الأمورُ عليك حتّى

                                تكون أضل من "توما" الحكيمِ

ويعني بـ "توما الحكيم" ذلك الطبيب الذي أخذ يعالج الناس من كتاب طبّي ورثه، فجاء بالمصائب على مرضاه وضربت بجهله الأمثال.

ولكثرة المعارف والكتب المتوافرة هذه الأيام يظنُّ أحدنا بأنّه بإمكانه أن يصل إلى المعرفة سريعاً، بل يظنُّ أن الأسرار الغامضة مثل قصة "الزباء" وغيرها باتت سهلة المرام كأنها على "طرف الثمام" من سهولة الوصول إليها، والحقيقة أن دون بلوغها "خرط القتاد" ومن شاهد شجر "القتاد" والشوك الذي حوله سيعلم ما أعنيه.

مقتل أذينة وابنه

تقول بعض المصادر الرومانية القديمة: إنّ "زنوبيا" أو "زينب" دبّرت مقتل زوجها أذينة وابنه "حرّان" على يد قريبٍ له يدعى "مينيوس"، وكان الملك "أذينة" في احتفال بعد عودته من اللاذقية، ومرادها من ذلك أن تجعل الحكم خالصاً لابنها "وهب اللات"، وقد يقع هذا الاحتمال ولا شيء يُستبعد عن النفوس الطامعة، ولكن إذا كانت "زنوبيا" قامت بقتل ابن زوجها لأنها تريد الحكم لطفلها، لماذا تقتل زوجها معه؟! هذا أمر أستبعده جداً، وأرجّح ما أكده المؤرخ الإنجليزي "إدوارد جيبون" (ت 1794م) -وهو من أكبر مؤرخي الدولة الرومانية- فقد ذكر أنّ "مينيوس" قتل قريبه "أذينة" لأنه سجنه لفترة من الزمن وأهانه، وهذا أقرب للتصديق.

زنوبيا والفراعنة

ادعت بعض المصادر الرومانية أن "زنوبيا" أو زينب لها علاقة قرابة بـ"كليوباترا" و"بطليموس"، وأضافوا أيضاً أنّ لها علاقة بالعائلة الحاكمة في "قرطاجة"، وهذا أظنه لبساً أو اختلط عليهم الأمر، إما بسبب احتلال الملكة "زنوبيا" لمصر لفترة من الزمن قبل انتصار الرومان عليها، فظنوا أنّ لها علاقة بهم، وإما كما ذكر بعض المؤرخين بأنّ أمها يونانية الأصل وقد تكون من أهل مصر، وكل هذا لا يدلُّ على أصل "زنوبيا"، فقد اتفقت أكثر المصادر التاريخية القديمة والإسلامية بأن "زنوبيا" أو "زينب" أو "الزباء" كانت عربية.

موت زنوبيا

روى العرب قصة موت "الزباء" بروايات عدة، ولكنها تتفق على أنها كانت على يد "قصير" انتقاماً من قتلها لسيده "جذيمة"، أما في المصادر الرومانية فقد قالت "إنّها قُتلت في روما بعد أسرها وقُطع رأسها، وبعضها يزعم أنّها ماتت في سجنها وكانت مريضة، ولكنه تمّ مؤخرا اكتشاف حجر روماني قديم أظهر مفاجأة جديدة عن تاريخها.

وللمقالة بقية

Email