إعادة اكتشاف المهنة

رئيس التحرير المسؤول

إعادة اكتشاف المهنة

التاريخ:
ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصل «البيان» مسيرة التطوير والتحديث والتجديد، متمثلة في ذلك نموذج دبي الفريد، الذي يسجل، مرة بعد مرة، نجاحات أساسية في مواكبة العصر بكل مستجداته. وتتمثل «البيان» في هذا، كذلك، رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، التي ترى أن لا خط نهاية في سباق التميز، وأن التطوير والتحديث والتجديد، عملية مستمرة لا حدود لها.

واليوم، تندفع «البيان» باتجاه المستقبل، بكل ما فيه من إنجازات تقنية وأساليب تواصل جديدة وأنماط خطاب مستحدثة، وتنطلق لتواكب التوجهات الاقتصادية الجديدة للدولة، في ممارسة حية وتفاعلية مع هويتها، باعتبارها صحيفة وطن.

من هنا، جاء «عدد الأحد الأسبوعي»، الذي هو عنوان كل الأيام، وكافة أعداد الصحيفة على مدار الأسبوع، ويحمل معه انفتاحاً خلّاقاً على المستجدات والإنجازات على ضفاف أخرى من الحياة، ويترجمها في المهنة الصحفية تجربة جديدة، تثري المجريات اليومية، وتتعانق مع الواقع في أدق تفاصيله، وتستقرئه، وتستنطقه، وتجعله أقرب من راحة اليد إلى القارئ.

ومن هنا، فإن «عدد الأحد الأسبوعي» فكرة تتوخى صنع عهد جديد في التفاعل بين الصحافة والمجتمع، يقوم على تلبية الاحتياجات الإعلامية، واستعادة دور الصحافة في عالم خرج فيه الإعلام والخبر من عباءة الصحافة، وباتت فيه وسائل الإعلام جزءاً من التواصل الاجتماعي، وأضحت أدوات شخصية، بحجم راحة اليد.

في هذا الواقع، الذي يبدو في ظاهره مأزقاً للصحافة، الورقية على نحو خاص، ترى «البيان» من واقع تأملها لتجربتها وتجارب الآخرين، أن الصحافة «التقليدية»، أو «الورقية» أو «الرسمية»، لا تزال تحمل راية المهنة وشرعيتها، وتقبض على جمرها، وتحدد مسار المعلومات، وتتمتع بالمصداقية، والقدرة على المواكبة، وهي المنبر الأول للرأي الجمعي والإجماعي. وهي، إلى هذا اليوم، الحامل الموثوق الأول لرسائل المجتمع إلى حكومته، ورسائل الحكومة إلى مجتمعها.

وهنا، يتوجب القول بأنه في مجتمع متماسك مثل مجتمعنا، منخرط كليةً في عمليات الإنجاز والابتكار ومراودة المستحيل، فإن الحاجة إلى إعلام رسمي، معترف به، ومقبول من الدولة والمجتمع على حد سواء، لا تنضب أبداً، وهو حاجة تنموية، وقيمة مجتمعية. ولكن يبقى دائماً على مثل هذا الإعلام أن يتجدد، وأن يواكب المستجدات، وأن يتكيف مع التطورات.

«عدد الأحد الأسبوعي» هو عنوان للتكيف ومواكبة التوجهات الاقتصادية الجديدة للدولة، التي رسمت خطوات كبيرة نحو الاقتصاد بقطاعاته كافة، بل وتدخل قطاعات جديدة صنعتها التطورات العالمية، وتوجهت نحو التواؤم مع الاقتصاد العالمي الحديث عبر إعادة النظر في أيام العمل الرسمي.

«عدد الأحد الأسبوعي» هو إعادة اكتشاف للمهنة الصحفية، وقدراتها الإعلامية، وإمكانات كوادرها العاملة. وهو، كذلك، إعادة إحياء لعلاقة الصحافة بالدولة والمجتمع على حد سواء، وذلك عبر الخبر الموثوق، والتحقيقات المستفيضة، والآراء البنّاءة، والقصص الصحفية الموحية، والمقابلات الحيوية، والصورة التي تتكلم.

وهذا جزء من عهد المهنة، وعهد دبي، وعهد الإمارات على «البيان»، أن تبقى من الوطن وإليه، تعبر عن خيره وأفضل ما فيه. وهو، كذلك، وفاء لعهد الآباء المؤسسين على «البيان».

 

Email