تحوّلات أكبر لاقتصاد دبي

رئيس التحرير المسؤول

تحوّلات أكبر لاقتصاد دبي

التاريخ:
ت + ت - الحجم الطبيعي

ما يجعل دبي مختلفة باستمرار أن إنجازاتها لا تعتبر نجاحات آنية، وإنما تجارب ترسم نماذج ومراجع للعمل، وتراكم خبرات تزيد من إدراك دبي لأعمدة تنافسيتها وتقدمها، وترتقي بأهدافها التنموية، كما تعزز مقوماتها وقدرتها على التغيير الدائم، وفق طموحاتها المتصاعدة، والتطورات العالمية، بفكر سباق ومرن، وأدوات مبتكرة، وهو ما نجده بوضوح في حزمة القرارات الاقتصادية المتتالية، والتي كان آخرها قرار دمج «اقتصادية دبي» و«دائرة السياحة والتسويق التجاري».

تشكل حزمة القرارات معاً، والتي سنشهد المزيد منها تباعاً، استثناء يؤكد مدى الكفاءة في إدارة مرحلة ما بعد «كوفيد 19»، التي تضعنا جميعاً على أعتاب عالم جديد، يتطلب سرعة في العمل، والمبادرة إلى تطوير منظومات اقتصادية جديدة وفاعلة، لتحقيق الريادة في السباق على فرص المستقبل، وما يلفت إليه قرار «دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي» المستحدثة من الدمج أن دبي ماضية بعزم وتخطيط استراتيجي واثق بصناعة تحولات اقتصادية وسياحية، الأمر الذي يعد الوظيفة الأولى لهذه الدائرة، التي تعمل بفكر القطاع الخاص وتنافسيته وكفاءته، وتشركه في مشاريعها التنموية.

رسالة محمد بن راشد من هذه المنظومات النوعية واضحة ومباشرة، بأن دبي اليوم غير الأمس، وأن دبي المستقبل ستعتمد على أداء وفكر مختلفين، لتحقيق طموحاتها الكبيرة وأولوياتها، والارتقاء بتنافسيتها العالمية، خصوصاً بعد أن أصبحت نموذجاً يحتذى في تنويع الاقتصاد وجاذبية السياحة، وما تسعى إليه من مضاعفة هذه المكانة، لتكون أفضل مدن العالم للإقامة والعمل والاستثمار.

قرار الدمج، الذي يضع القطاعين الاقتصادي والسياحي على مسار جديد أكثر تناغماً وانسجاماً، حدد أهدافاً واضحة لهذه الرؤية، التي تسعى إلى إحداث قفزات نوعية في كل مجالات هذين القطاعين، وفي صدارتها زيادة القيمة المضافة للقطاع الصناعي 150% خلال 5 أعوام، وتوسيع أسواق التصدير الخارجية للمنتجات المحلية بنسبة 50%، وزيادة نسبة استقطاب السياح بنسبة 40% بحلول 2025، واستقطاب 100 ألف شركة، خلال 3 أعوام، وهي مع غيرها من الأهداف المعلنة أيضاً، تتطلب تكاملاً أكبر في الأدوار، وأداء أسرع في اتخاذ القرارات، ومزيداً من السهولة في الإجراءات، وتعزيزاً للشراكة بين القطاعين العام والخاص، وجميعها مزايا تخدمها القرارات الجديدة، التي ترسخ من خلالها دبي عوامل المرونة والكفاءة الإدارية.

هذه المنظومات الجديدة، التي ترسخها دبي، وما تستند إليه من فكر مختلف، وكذلك ما يتبعها من بناء لأجيال جديدة من القيادات الاقتصادية، واستحداث قطاعات جديدة، تصعد بدبي واقتصادها إلى مواقع عالمية أكثر قوة، وأسرع نمواً، في تنافسية استثنائية قادرة على ريادة وقيادة العالم الجديد.

Email