الهجرة نبراس الإرادة

رئيس التحرير المسؤول

الهجرة نبراس الإرادة

التاريخ:
ت + ت - الحجم الطبيعي

يطل علينا فجر عام هجري جديد، لتشرق معه آمال أكبر وبشائر لقادم أفضل وأجمل، بما تحفزه دروس هذه الذكرى من عزيمة قوية، وإصرار على التغيير والبذل والتفاني في سبيل بناء الحضارة والتقدم، فهي ذكرى ظلت تعطي الأمة الدروس على مدى 1443 عاماً، وتنير لها الدروب والقلوب والبصائر، لتوحد عزمها على العمل والجد واستعادة نموذجها ومجدها الأول الذي نشر العلم والمعرفة والتسامح والمحبة.

ذكرى هجرة البدايات العظيمة في تاريخنا الإسلامي، تجدد فينا اليوم قيماً بتنا جميعاً بأمس الحاجة لها في إحداث التغيير الإيجابي المنشود، وسط هذه الظروف الصعبة التي يعيشها العالم اليوم، وهي في أول دروسها تؤكد أن الإرادات القوية لا تقف عند عقبات أو تحديات، بل أننا قادرون على قهر كل العراقيل وتجاوز جميع الظروف الاستثنائية للمضي قدماً في تطلعاتنا وطموحاتنا للبناء وتعميم الخير للإنسانية.

هذه المعاني الناصعة والخلاقة لهجرة نبينا الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، كانت وستظل نهجاً ثابتاً للإمارات، ترسخه قيادتها بإلهام مستمر لقيم العطاء والبذل، كما أصبحت هذه المعاني العظيمة ثقافة متجذرة يحملها شعب الإمارات، ليصنع من خلالها المعجزات، وتنهض من خلالها دولتنا لإحداث تحولات متواصلة يقودها العزم على التغيير وريادة المستقبل بكل ما يأتي به من آفاق تحسن من حياة الإنسان وتمكنه وتعزز تقدمه وحضارته.

هوية الإمارات باتت رديفاً لهذه القيم التي لا تعترف بالمستحيل ولا تعرف التوقف، وإنما تعيش في حراك دائم، وعمل دؤوب لا يتوقف، وإنجاز يومي يتفوق على نفسه، وتطلعات وطموحات يرتفع سقفها مع كل إنجازات، لترتفع معها همم التفاني والبذل والعطاء والتلاحم والمسؤولية الجماعية، وتعلو هامات الفخر بما يقدمه أبناء شعبنا من فتوحات علمية وإنسانية وحضارية لأوطاننا وأمتنا.

ومع هذا العام الجديد، بعد أعوام صعبة على العالم أجمع، أثبتت خلالها الإمارات أنها الأقدر والأجدر على التعامل مع كل الأزمات، تضاعف الإمارات جهودها بهمة أكبر، وتطلعات أوسع في عامها الخمسين، لصناعة قفزات شاملة في جميع المجالات بتفاؤل وأمل وإيجابية تحفزها ثقافتها وقيمها التي تستلهمها من هذا التاريخ العظيم.

ما تحمله الهجرة النبوية الشريفة من مضامين كبيرة، من تضحية وصبر ويقين وتخطيط سليم، يرسم لنا درساً واضحاً في عبقرية التغيير إلى الأفضل ورفض الركون إلى الواقع أياً كانت ظروفه ومعطياته، فالهجرة لم تكن مجرد انتقال من بلد إلى بلد، وإنما انتقال من حال إلى حال، بقوة إرادة ظلت إلى اليوم منارة تقدم العبر في أن من يثبت ويصبر ينتصر.

نبارك لقيادتنا وشعبنا وأمتنا العربية والإسلامية هذا العام، ونسأل الله أن يجعله عام خير وسلام للجميع.

Email