دبي.. أرقام تريليونية

رئيس التحرير المسؤول

دبي.. أرقام تريليونية

التاريخ:
ت + ت - الحجم الطبيعي

هي علاقة فطرية وعضوية متبادلة، بين دبي والتجارة، بدأت قصتها منذ القرن التاسع عشر، ونمت ونهضت وكبرت مع الأيام حتى وصلت إلى أرقام تريليونية، فأصبحت دبي عنواناً للتجارة العالمية وأحد أهم مراكزها الدولية وجسرها بين كل نواحي الأرض.

ما ينفع التجار ينفع دبي، معادلة كتب حروفها المغفور له الشيخ راشد بن سعيد، الذي رعى التجار وقدم لهم كل دعم مادي ومعنوي، وأسس كل ما يخدم توسع تجارتهم من موانئ ومطارات، حتى غدت في عقد السبعينات والثمانينات من القرن الماضي مركزاً محورياً في تجارة المنطقة، فصارت قبلة تجار المنطقة.

ثم حدثت النقلة الكبرى، في عقد التسعينات برؤية محمد بن راشد، التي نقلت دبي إلى العالمية فتوسعت بالتجارة إلى جذب الاستثمارات العالمية، وتحولت دبي من مدينة إقليمية إلى عالمية تنافس المدن الكبرى في كل القطاعات التجارية والخدمية والاستثمارية والصناعية والتكنولوجية، ماضية بلا توقف إلى جانب شقيقاتها بقية مدن الإمارات نحو تحقيق الصدارة العالمية الشاملة.

كثيرة هي المدن التي أغنى من دبي، لكن الغنى الذي تتمتع به دبي هو غنى الإدارة، فهي انتبهت مبكراً لضرورة تطوير الإدارة والتنافس مع المعايير العالمية، حتى غدت هي نفسها معياراً عالمياً في الإدارة؛ بمعنى أن المسألة ليست تمنيات أو الاعتقاد أن الغنى المادي يمكن أن يحقق التفوق، بل هي في الرؤية والإدارة والقوانين والتشريعات والعقلية التي تدير وتخطط.

أرقام دبي التجارية التي تخطت التريليون درهم في 9 أشهر وتتجه لتجاوز حاجز 1.3 تريليون في 2019، هي انعكاس لتلك الرؤية وصوابية الإدارة والتصاقها بالواقع، بعيداً عن التمنيات، بل بالعمل والتطوير والتخطيط، وفقاً لرؤية جعلت من قيمة العلامة التجارية لدبي تتخطى تريليون درهم، أيضاً، وتضع علامة دبي الأولى إقليمياً بين أغلى 100 علامة من بين 500 مدينة حول العالم، وفقاً لدراسة أصدرتها مؤسسة «جلوبال سيتي لاب» الأمريكية أمس.

اللافت في أرقام تجارة دبي، أنها شريك قوي لأهم اقتصادات المنطقة والعالم، ابتداءً من السعودية الشريك التجاري الأول في المنطقة إلى الصين والهند والولايات المتحدة، ما يؤكد الثقة الإقليمية والعالمية باقتصاد دبي الذي يسجل هذه الأرقام القياسية، في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد العالمي وخصوصاً التجارة صعوبات وتحديات كثيرة أبرزها الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتباطؤ النمو العالمي.

لذلك؛ فإنّ تحقيق دبي لنمو قوي في تجارتها الذي يصل إلى 6% ذو دلالة كبيرة على المرونة والقدرة على استكشاف الفرص وتطوير قدراتها بالخطط القصيرة المدى التي تتكيف مع الواقع، والخطط طويلة المدى التي تستشرف المقبل وتتنبأ بالاتجاهات الجديدة للتجارة العالمية.

أرقام اليوم، جاءت لتؤكد على محورية دبي في التجارة العالمية، وعلى الثقة في قدراتها على تلبية وتوفير البيئة اللازمة لتدفقات هذه التجارة، وهو ما أكد عليه حمدان بن محمد وهو يعلن هذه الأرقام المبشّرة بأن دبي تعمل مع أقطاب اقتصادية عالمية مهمة نحو اكتشاف مزيد من فرص النمو، وتأكيد الدور المحوري لدبي كحلقة وصل رئيسة لحركة التجارة العالمية، مثل مشروع خط دبي للحرير الذي سيضيف قوة دافعة لتجارة دبي وتدفق رأس المال والمعلومات والسلع والمواهب إلى مدينة أصبح اسمها مرتبطاً من حيث القيمة بالأرقام التريليونية، وبالرقم واحد من حيث التفوق.

 

 

Email