مواجهة عدوان إيران

رئيس التحرير المسؤول

مواجهة عدوان إيران

التاريخ:
ت + ت - الحجم الطبيعي

آن الأوان لموقف عربي موحد، يتبع اجتماع وزراء الخارجية العرب، الذي عقد أمس في القاهرة، ولا يجوز، بكل صراحة، أن يقف الأمر عند حدود الاجتماعات، وإصدار بيان ختامي يدين تصرفات إيران وعدوانها، بل لا بد من خطوات عملية حاسمة على كل المستويات.

اجتماع البارحة، جاء في توقيت مهم جداً، بعد أن بلغ الصبر على انتهاكات إيران مبلغه، وهي التي تجرأت واستعملت الحوثيين لقصف المملكة العربية السعودية، ولولا العتاد والمال من طهران، لما استمر الحوثيون ومن معهم في إرهابهم، الذي بات الشعب اليمني مجرد حطب في موقده، ويدفع كلفته.

البيان الختامي تطرق إلى نقاط مهمة، أبرزها إدانة قصف الرياض، وما تفعله طهران من تقديم دعم عسكري كبير إلى الحوثيين، إضافة إلى التنديد بتدخلاتها بدول المنطقة، والتوجه للتحرك على مستوى الأمم المتحدة، عبر المجموعة العربية التي بإمكانها القيام بجهد كبير.

إن إيران تختطف الشعب اليمني وتأسره عبر الحوثيين، ولولا تصرفات طهران، لما انهار الوضع في اليمن على كل المستويات، ونحن نرى ما يفعله هؤلاء من تدمير للبنية التحتية، وتجنيد للأطفال، وتسبب لتوقف كل الخدمات الصحية والمدنية، فهذه نتيجة مباشرة لاستعمال إيران والحوثيين لموانئ اليمن لتهريب السلاح، بدلاً من تسخيرها خدمة للأغراض الإنسانية والحياتية.

تظن طهران واهمة، أن بإمكانها محاصرة الجزيرة العربية ودولها من كل الاتجاهات، عبر تأسيس دويلات تابعة في الشمال والشمال الشرقي في العراق وسوريا، ودويلة الحوثيين في الجنوب، ثم شبك هذه الدويلات معاً، بما في ذلك لبنان، لمحاصرة دول المنطقة، إضافة إلى التحكم بتدفق النفط، لخنق العالم عبر المعابر البحرية في الخليج العربي، والبحر الأحمر، ثم مد النفوذ عبر هذه المناطق إلى البحر الأبيض المتوسط، لتصبح إيران جارة جنوبية لأوروبا، بما يعنيه ذلك من حسابات جيوسياسية.

إضافة إلى كل ما سبق، نشير إلى توظيف طهران للمذهبية في حروبها السياسية، وتقديم نفسها وكيلة لمذهب لم يعانِ أساساً المنتسبون إليه، إلا بعد مشروعها الذي يحاول انتزاعهم من مواطنتهم، وتحويل طهران إلى مرجع سياسي وديني لهم.

إن ما علينا أن نعرفه اليوم، أن ردع إيران لم يعد مطلباً رسمياً عند الحكومات فقط، بل بات مطلباً شعبياً، خاصة أنها مصرة على الاستخفاف بمصالح المنطقة، وزعزعة الاستقرار، وقدمت الدليل تلو الدليل على أن لديها أطماعاً واضحة بالسيطرة على هذه الشعوب، حتى لو تسبب ذلك بقتل الأبرياء وتشريدهم.

إن اجتماع وزراء الخارجية العرب، يؤكد أن على بعض الدول العربية، أن تتوقف عن العمل سراً مع طهران، فلم يعد هناك سر، والكل يعرف من ينسق مع الإيرانيين ضد المصالح المنطقة، ومن انتقل مؤخراً إلى المجاهرة بالعلاقة معها، وبإمكاننا تعديد خروقات هذه الدول، التي باتت منصات خطر ضد الجميع.

لا بد أن نرى نتائج لهذا المؤتمر، نتائج لا تنتهي بانتهائه، ولعل العرب يدركون الآن أكثر من أي وقت مضى، أن الخطر يحيق بهم من كل جانب، ولا بد من إنهاء جذره ومصدره وأصله.

 

Email